عندما نشر أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الأمريكي "ريديت" صورة لإطار وجده معلقا على جدار في منزل خالته، لربما توقع أن تأتي ردود فعل غريبة.
وحين نشر الصورة تحت عنوان "وضعت خالتي الحبل السري لابنها على شكل قلب ضمن إطار"، لم يتوان مستخدمو "ريديت" عن إبداء صدمتهم وربما افتتانهم بالجهد "الفني" المبذول.
ويربط الحبل السري المرأة الحامل بجنينها، وهو المسؤول عن توفير الأكسجين والغذاء، وكذلك التخلص من الفضلات.
وبينما اعتادت الأمهات في السابق على رميه بعد الوضع، يبدو أن "فن الحبل السري" بات له شعبية كبيرة بين الأمهات الجدد.
وتنتشر صور تجسد هذا "الفن" على الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، منها المُلهم ومنها ما قد يبدو للبعض مُشوشا.
وفي عام 2017، كشفت المغنية ومقدمة البرامج التلفزيونية الأمريكية،روشيل هيومز، أنها حولت الحبل السري لطفلها إلى "عمل فني".
https://www.instagram.com/p/BRico5mBztu
وكان رد فعل معظم رواد موقع "ريديت" سلبيا، إذ علق أحدهم: "نعم أتذكر كيف وجدنا ذات مرة الحبل السري لأخي حين كنا ننظف بعض الخزانات القديمة، لقد تفتت كليا كما تتفتت الكعكة، كان ذلك شيئا كريها للغاية".
بينما كتبت مستخدمة أخرى بطريقة ساخرة: "أمي لديها حبلي السري، وخصلة من شعري تعود لأول قصة شعر حصلت عليها، وكذلك أسناني اللبنية. إنها أيضا تحتفظ بأحد أسناني الذي كنت فقدته حين كنت ثملة في سن 19 من العمر، لست متأكدة ما إذا كان ذلك من أجل الاستخدام في الاستنساخ أم في السحر ولكني أشعر أن شيئا ما سيحصل".
ثم تغير مسار التعليقات وبدأ الكثيرون بالحديث عن المشيمة والاحتفاظ بها، حتى أن البعض تساءل حول ما إذا كانت تلك الممارسات تعد وحشية تشبه أكل لحوم البشر، لكن كان هناك إجماع على أنها ليست كذلك.
وقررت ريتشل غالفان صُنع قلادة من حبل ابنها أشعيا السري وأظافره، وقالت لبي بي سي إن قلادتها المصممة حسب الطلب "غريبة ولكنها عزيزة عليها".
وقالت: "أنجبت حين كنت في الثامنة عشرة من عمري أثناء دراستي في الجامعة، وكان ذلك أمرا شاقا للغاية. لقد كان حملا غير متوقع، وكان بمثابة صدمة لعائلتي وأصدقائي وحتى لجامعتي".
وأضافت: "لم أخبر أي شخص عن حملي باستثناء شريكي آنذاك - زوجي الآن - عن الحياة التي تنمو بداخلي إلى أن بلغت الشهر التاسع من الحمل".
وتذكرت ريتشل إغماء والدتها، وبكاء أبيها، وثرثرة أصدقائها وقالت إن كل شيء بدا وكأنه ينهار من حولها. ومع ذلك، أكملت امتحاناتها الجامعية وقالت إن العملية برمتها كانت منعطفا مهما في حياتها.
وقالت: "لقد خلق ابني بشكل رائع، وأعتقد أني قدره وأنه قدري. إنه هدية والقلادة تذكير دائم بأنه غير حياتي وحياة الأشخاص المحيطين بي".
وخلصت للقول: "هل هناك ما هو أفضل من استخدام هذه الأجزاء المأخوذة من الطفل لإبداع شيء جميل بدلا من مجرد الاحتفاظ بها في كتاب الطفل إلى الأبد، حيث تترك عرضة للتفسخ والتفتت؟".