نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا يؤكد اختفاء لوحة "Salvator Mundi" المنسوبة للفنان العالمي ليوناردو دافينشي، والتي يعتقد أن آخر مالكيها كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ورجحت الصحيفة، ألا يتمكن متحف اللوفر أبوظبي الذي وعد بتقديم مجموعة من الأعمال الفنية العالمية بينها لوحة المسيح "Salvator Mundi" (مخلص العالم)، من الوفاؤ بوعده، إذ لا تزال اللوحة غير موجودة بالمتحف وغائبة بشكل واضح عن المشهد الفني العالمي.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن "متحف اللوفر الباريسي الذي منح أبوظبي ترخيصا لإنشاء متحف محلي يحمل اسمه، لم يستطع هو الآخر تحديد مكان لوحة "Salvator Mundi"، التي تعتبر أغلى عرض يتم بيعه على الإطلاق في مزاد علني، حيث اشتراها أمير سعودي مقرب من ولي العهد محمد بن سلمان بمبلغ 450,3 مليون دولار عام 2017".
ومضى تقرير "نيويورك تايمز" إلى القول إنه لم يكن من الواضح أبدا كيف حصلت أبوظبي على اللوحة من السعودية، وهل حصلت عليها كهدية أو عن طريق قرض أو صفقة بيع خاصة، مضيفة أن البعض تكهن بأن ولي العهد السعودي ربما قرر الاحتفاظ بها، فيما رفضت السفارة السعودية في واشنطن التعليق على هذا الموضوع.
وفي ديسمبر 2017 كتبت "نيويورك تايمز" أنها تمكنت من الكشف أن الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود كان هو المشتري في مزاد نيويورك 2017 والذي سعت مؤسسة "كريستي" لإبقاء هويته طي الكتمان، وهو يعد مقربا وصديقا حميما لمحمد بن سلمان، وبعد أشهر قليلة من المزاد الذي بيعت فيه اللوحة، تم تعيين الأمير بدر كأول وزير للثقافة في المملكة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على ترتيبات بيع اللوحة أن الأمير بدر كان بمثابة البديل لولي العهد السعودي، المشتري الحقيقي للوحة.
وتزامنا مه نشر هذه المعلومات، أعلن متحف اللوفر أبوظبي أن اللوحة ستنضم إلى مجموعة الأعمال الفنية بالمتحف، وذلك في خطوة اعتبرت الصحيفة أنها جاءت "لصرف الانتباه عن المبالغ الباهظة التي أنفقها ولي العهد السعودي لشراء اللوحة".
وفي يونيو الماضي أعلن رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي محمد خليفة المبارك، وهو أكثر الشخصيات قربا من ولي عهد الإمارة محمد بن زايد حليف ولي العهد السعودي، أن لوحة "Salvator Mundi" سيتم عرضها كجزء من المجموعة الدائمة للمتحف في سبتمبر 2018، مشيرا إلى أن "اللوحة "التحفة" التي أمضت فترة طويلة دون أن يكشف عن مكانها أصبحت الآن هديتنا للعالم".
لكن عندما حان الموعد، تم إلغاء العرض دون أي تفسير أو تبرير لتأجيل العرض إلى وقت لاحق، ورفضت الجهات الرسمية في أبوظبي الإجابة أو التعليق عن أي أسئلة واستفسارات متعلقة باللوحة.
واعتبرت الصحيفة أن فشل أبوظبي في عرض اللوحة أثار من جديد الشكوك في صلتها بدافينشي، وسط تكهنات بأن مالك اللوحة الجديد يتجنب عرضها في معرض عام خشية من أن تخضع للتدقيق والفحص من الخبراء والمتخصصين.
المصدر: نيويورك تايمز