قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء الاستثناءات من العقوبات الأمريكية الممنوحة لخمس دول عند شرائها النفط الإيراني بدءاً من الشهر المقبل.
وأعلن البيت الأبيض أن الإعفاءات من أثر العقوبات المفروضة على إيران والممنوحة لتركيا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية لن يتم تجديدها عندما تنتهي صلاحيتها في 2 مايو.
ويهدف هذا القرار إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وحرمان إيران من مصدر دخلها الرئيسي.
وكان ترامب أعاد فرض العقوبات على ايران بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الايراني.
وبموجب الاتفاق النووي الذي وُقع مع ست دول كبرى عام 2015، وافقت إيران على الحد من أنشطتها النووية والسماح للمفتشين الدوليين بمراقبة وتفتيش مفاعلاتها النووية مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
وتأمل إدارة ترامب في إجبار إيران على التفاوض على "صفقة جديدة" لا تغطي أنشطتها النووية فحسب، بل تشمل أيضًا برنامج الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط.
وشدد المسؤولون الأمريكيون على أنهم لا يسعون إلى "تغيير النظام" في إيران.
وأدت العقوبات إلى تدهور اقتصاد ايران، وانخفاض قيمة عملتها إلى مستويات متدنية، وارتفاع معدل التضخم السنوي بمقدار أربعة أضعاف.
كما أدت إلى عزوف المستثمرين الأجانب عن الاستثمار في إيران وخروج المظاهرات والاحتجاجات في أنحاء البلاد.
وكانت الولايات المتحدة أعادت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فرض العقوبات على قطاعات الطاقة وبناء السفن والشحن والبنوك في إيران.
بيد أنها منحت إعفاءات من العقوبات الاقتصادية، لمدة ستة أشهر، لثمانية مشترين رئيسيين للخام الإيراني، لمنحهم الوقت لإيجاد مصادر بديلة وتجنب التسبب في صدمة لأسواق النفط العالمية.
وبالفعل، توقفت ثلاث دول هي اليونان وإيطاليا وتايوان، عن استيراد النفط الإيراني. لكن، تركيا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، كلبت تمديد الإعفاء.
وقال البيت الأبيض إن قرار ترامب بإنهاء الإعفاءات كان "يهدف إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر ، وحرمان النظام الايراني من مصدر دخله الرئيسي".
وأضاف "الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ملتزمون بضمان استمرار تزويد أسواق النفط العالمية بكل ما تحتاجة".
وأردف "لقد اتفقنا على اتخاذ إجراءات زمنية مناسبة لضمان تلبية الطلب العالمي من النفط والعمل على إزالة النفط الإيراني من السوق بشكل نهائي"
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن قرار ترامب عدم تجديد الإعفاءات أظهر أن إدارته "تقود حملة للضغط بشكل كبير وبطريقة مدروسة تحقق أهدافنا الأمنية الوطنية مع الحفاظ على تزويد أسواق النفط العالمية بحاجتها".
وأضاف "إننا نقف إلى جانب حلفائنا وشركائنا أثناء تحولهم من النفط الإيراني إلى البدائل الأخرى".
قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن بلاده "ستنسق مع زملائها المنتجين للنفط لضمان توفير إمدادات كافية للمستهلكين مع ضمان عدم خروج سوق النفط العالمي عن التوازن".
وكان السعر العالمي لخام برنت قد ارتفع بنسبة 2.6 ٪ ليصل إلى 73.87 دولار للبرميل في تداولات يوم الاثنين، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر الماضي 74.31 $.
وارتفع سعر النفط في الأشهر الأخيرة، بسبب اتفاق بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها، بما في ذلك روسيا، لخفض إنتاجهم بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا.
وتقدر الصادرات الإيرانية حاليا بأقل من مليون برميل يوميا، مقارنة بأكثر من 2.5 مليون برميل يوميا قبل أن يتخلى ترامب عن الصفقة النووية في مايو الماضي.
/BBC عربي