الإمارات تؤكد عدم مغادرتها لليمن وتعيد نشر قواتها

كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش مقال رأي في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية يؤكد فيه أن بلاده ليست بصدد مغادرة اليمن، لكنها تقوم بعملية إعادة انتشار "بشكل مختلف". ومن جانبهم أثبت الحوثيون نجاحهم ميدانيا في تطوير قدراتهم القتالية حيث شنوا 20 هجوما على الأقل ضد منشآت حيوية في السعودية خلال شهر حزيران/يونيو الماضي وحده.

أكدت الإمارات العضو الرئيسي في التحالف العسكري بقيادة السعودية، أنها ليست بصدد مغادرة اليمن وسط عمليات إعادة انتشار قواتها التي تقوم بها. حيث كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في مقال رأي في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية "فقط لتوضيح الأمر، الإمارات وبقية التحالف ليست بصدد مغادرة اليمن".

وأوضح قرقاش "سنعمل بشكل مختلف وحضورنا العسكري باق. وبما يتوافق مع القانون الدولي، سنواصل تقديم المشورة ومساعدة القوات اليمنية المحلية".

ويشار أن الإمارات أعلنت بداية الشهر الحالي عن خفض في قواتها في مناطق عدة في اليمن ضمن خطة "إعادة انتشار" لأسباب "استراتيجية وتكتيكية".

والإمارات عضو رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده المملكة السعودية في اليمن منذ آذار/مارس 2015، دعما لقوات الحكومة في مواجهة الحوثيين المقربين من إيران.

وأكد قرقاش أنه يتوجب على الحوثيين أن ينظروا إلى الخطوة الإماراتية على أنها "إجراء لبناء الثقة من أجل خلق زخم جديد لإنهاء الصراع". وقال قرقاش في المقال "بينما تقوم الإمارات العربية المتحدة بتخفيض وإعادة نشر قواتها في اليمن، فإننا نقوم بذلك بنفس الطريقة التي بدأنا بها بأعين مفتوحة". مضيفا أنه "لم يكن هناك نصر سهل ولن يكون هناك سلام سهل"، ولكنه أكد "الوقت الآن هو لمضاعفة التركيز على العملية السياسية".

الحوثيون يطورون قدراتهم

من جانبهمأثبت الحوثيون نجاحهم في تطوير قدراتهم القتالية، من الصواريخ البالستية إلى الهجمات بالطائرات المسيرة، بعد سنوات من بدء النزاع في اليمن، حتى باتت أسلحتهم تشكل خطرا جديا على السعودية، أحد أكبر مشتري السلاح في العالم.

حيث شن الحوثيون 20 هجوما على الأقل في حزيران/يونيو الماضي وحده ضد منشآت حيوية في المملكة. وتصدت الدفاعات السعودية لغالبية الضربات، لكنها لم تتمكن من التعامل مع أخرى، وبينها هجوم بطائرة مسيرة طال مطار أبها في جنوب المملكة، متسببا بمقتل شخص وإصابة 21 آخرين بجروح.

ويقول الباحث في "كينغز كولدج" في لندن أندرياس كريغ المتخصص في شؤون الشرق الأوسط "شهدنا تزايدا ضخما في قدرات الحوثيين (...) خصوصا في ما يتعلق بالصواريخ البالستية وتكنولوجيا الطائرات المسيرة". ورأى أن "القدرات الحالية أكثر تقدما من أي مرحلة كانت قد وصلت إليها القوات المسلحة اليمنية (الحكومية) قبل اندلاع الحرب".

وبدا الحوثيون فخورين جدا لدى عرضهم في وقت سابق هذا الشهر نماذج من ترسانتهم في معرض أقيم عشية الذكرى السنوية الخامسة لبداية الحرب. حيث أقيم المعرض في قاعة لم يحدد مكانها لأسباب أمنية. وأظهرت تسجيلات مصورة وزعتها وسائل إعلام الحوثيين 15 مجسما على الأقل لطائرات من دون طيار وصواريخ ضخمة وصغيرة، بعيدة وقصيرة المدى.

وأحدث هذه الأسلحة "صماد 3"، وهي طائرة مسيرة برأس متفجر قادرة على التحليق لمسافة 1500 كلم، بحسب الحوثيين، وصاروخ "كروز" بعيد المدى. والمعرض هو الأول من نوعه منذ بداية الحرب في 8 تموز/يوليو 2014.

وطُبعت على جانبي "صماد 3" أمام جناحيها الطويلين عبارة "سلاح الجو المسير". أما صاروخ "قدس" الجديد من طراز "كروز"، فقد طبع عليه "صنع في اليمن". وللصاروخ الضخم الذي ذكر الحوثيون أنه بعيد المدى رغم أنهم لم يكشفوا عن مداه، جناحان طويلان في المقدمة، وجناحان أقصر مسافة في وسطه، وأربعة أجنحة قصيرة في المؤخرة.

ولا يمكن لوكالة الأنباء الفرنسية التحقق بشكل مستقل ما إذا كان تصنيع هذه الصواريخ والطائرات المسيرة يجري على الأرض اليمنية فعلا.

ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعا داميا منذ تموز/يوليو 2014 بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين الذي يسيطرون منذ نحو أربع سنوات على العاصمة صنعاء ومناطق اخرى.

وتسبب هذا النزاع بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة.

فرانس24/ أ ف ب