مع الساعات الأولى من صباح الجمعة، عاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى أرض الوطن، حاملًا عدة رسائل للمصريين، أبرزها «متقلقوش».
ملوحًا بيديه إلى الجماهير التي انتظرته في الطريق، قال السيسي: «الموضوع مش مستاهل، متقلقوش من حاجة»، فيما أعلن بوضوح رهانه على ما سماه «وعي المصريين».
رسائل الرئيس تحمل معانى واضحة أراد إيصالها للمصريين، في الوقت الذي ظهرت فيه دعوات مؤيدة وأخرى معارضة.
يقول ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، إن الرئيس أراد من حديثه إيصال معنيين محددين، الأول تلميح إلى إخفاق الدعوات للتظاهر والتدبير الذي استهدف تثوير الأوضاع، موضحًا أنه أراد من ذلك طمأنة المصريين، وتفويت الفرصة على «مخططات الفوضى».
وأضاف، في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن التلميح الثاني يتلخص في طلب تفويض ثان، وفيه ما يمكن أن نفهم منه «إن عدتم عنا» بمعنى أنه إن ظهرت محاولات أخرى لتنظيم احتجاجات، فإن الرئيس يلمح إلى إجراءات أكثر تشددًا من الإجراءات الحالية، التي تشمل توقيفات وتعزيزات أمنية.
التلميحان، وفقًا لـ«عبدالعزيز» يرمزان إلى إشارة كاملة من الرئيس بأن وضع النظام قوي، ويعني أنه فوّت الفرصة على «دعاة الفوضى».
تتفق الدكتورة هبة السمري، وكيل كلية الإعلام للدراسات العليا والبحوث، مع حديث «عبدالعزيز»، إذ تقول إنه كان من المهم أن يرسل الرئيس رسالة اطمئنان للمصريين، مفادها أن «دعوات التظاهر تأتي من قلة قليلة، غير مؤثرة تهدف إلى التفرقة في المجتمع».
وأضافت لـ«المصري اليوم» أن عودة الرئيس رسالة اطمئنان جيدة، لأن البعض كان يشيع أنه لن يعود إلى مصر، لكنه عاد وطمأن الشعب.
وبشأن التفويض، قالت إن الرئيس ليس بحاجة إلى طلب تفويض من المصريين، لأنهم نزلوا اليوم للتأييد دون طلب منه.
وأشادت «السمري» بالإعلام، قائلة: «الإعلام بتاعنا ابتدى يتحرك، وكنا سايبين الإعلام المضاد يتكلم براحته، دلوقتي إحنا بنوضح الأكاذيب بتاعت الإعلام المضاد، خاصة أن السوشيال ميديا أصبحت مثارا للأكاذيب».
محمود علم الدين، الأستاذ بكلية الإعلام، أشاد بكلمة الرئيس، وقال إنه استهل كلامه بالتأكيد على وعي المصريين، لأن الوعي هو المرتكز الذي تقوم عليه مشاعر الإنسان لكي يعمل مع وطنه أو ضده، فإذا امتلكت الوعي تضمن أن تكون السلوكيات إلى جانب الوطن.
وأضاف لـ«المصري اليوم» أن رسالة الرئيس هي رسالة تفاؤل بالدرجة الأولى، لأنه يثق في قدرة الشعب المصري ووعيه، ويعني ذلك أن الشعب لديه من الدراية والخبرة التاريخية ما يؤهله لمعرفة ما سماه «حلقات التآمر الطويلة من جماعة الإخوان والقوى التي وراءها».
أما الرسالة الثانية، فهي دعوة للاطمئنان والعمل والإنتاج وألا ينزعجوا مما يحدث، والثالثة تعني «أثق في الشعب وعندما تكون هناك حاجة، وسأدعو الناس للتفويض، بالملايين».