أغلقت إسرائيل المعبر التجاري الوحيد مع قطاع غزة فيما حملتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع، مسؤولية التداعيات "الخطيرة" لذلك.
وسيقتصر المعبر على إدخال الأدوية وبعض المواد الغذائية ذات الأولوية فقط عند الاحتياج وذلك لدواع أمنية".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أمس الأول الاثنين أنه أوعز للجيش "بدحر وبصد إرهاب الطائرات الورقية والبالونات الحارقة ولا نزال في أوج هذا الحراك".
وأضاف نتنياهو خلال جولة تفقدية في مدينة سديروت في جنوب إسرائيل التقي خلالها رؤساء البلدات والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة "لن نقبل بوقف إطلاق نار لا يشمل الطائرات الورقية والبالونات الحارقة".
من جهته، قال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم إن "إغلاق الاحتلال الإسرائيلي معبر كرم أبو سالم وحرمان غزة من أبسط مستلزمات ومتطلبات الحياة جريمة ضد الإنسانية تضاف إلى جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وأهلنا في القطاع".
وأضاف برهوم أن إسرائيل "تجرأت على هذه الخطوة بفعل الصمت الإقليمي والدولي على جرائمها وانتهاكاتها وغياب القرارات الرادعة بحقها".
واعتبر أن "هذه الإجراءات الانتقامية تعكس حجم الظلم وبشاعة الجريمة التي تتعرض لها غزة، والتي سيكون لها تداعيات خطيرة يتحمل مسؤوليتها الاحتلال الإسرائيلي، ولن تفلح أبدا في التأثير في المواقف الوطنية لاستمرار النضال والمقاومة لانتزاع حقوقنا وإنهاء الحصار".
وتضمنت الإجراءات المتخذة ابتداء من اليوم تقليص المسافة المسموح للصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة الإبحار فيها من ستة إلى ثلاثة أميال فقط.
وكانت إسرائيل أعلنت الأسبوع الماضي تقليص عمل المعبر المذكور، وهو المنفذ التجاري الوحيد لإدخال البضائع إلى قطاع غزة بحيث انخفض عدد الشاحنات أكثر من الثلثين.
وتضمنت الإجراءات منع إدخال مواد البناء والأخشاب والحديد وعشرات أصناف مواد الخام اللازمة للإنتاج الصناعي إلى جانب الأجهزة والمعدات الكهربائية والقماش والملابس الجاهزة وسلع إضافية أخرى.
ويعني ذلك أن إسرائيل ستضيف إلى القائمة حظر المواد الغذائية والطبية والقمح والأعلاف إضافة إلى المحروقات.
وجاءت قيود إسرائيل الإضافية في وقت تمنع فيه إدخال نحو 500 صنف لدوافع أمنية إلى قطاع غزة بحسب اللجنة الفلسطينية لتنسيق إدخال البضائع إلى القطاع.
وكانت شنت إسرائيل السبت الماضي عشرات الهجمات الجوية والمدفعية على مواقع تدريب لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وأراض خالية في مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وقالت إسرائيل إن تصعيد هجماتها جاء ردا على استمرار إطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة على أراضيها من قطاع غزة ما كبدها خسائر اقتصادية.
وردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ المحلية وقذائف الهاون على مستوطنات وبلدات إسرائيل المحاذية لقطاع غزة، وأعلنت تمسكها ب"معادلة القصف بالقصف".
وبعد تدخلات من أطراف إقليمية ودولية أعلنت حماس والجهاد الإسلامي ليلة السبت-الأحد نجاح المساعي في التوصل إلى توافق مع إسرائيل بالعودة إلى الهدوء في قطاع غزة.
ولجأ شبان فلسطينيون لإطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة على الجانب الإسرائيلي من الحدود في إطار مسيرات العودة الشعبية.
وقتل 139 فلسطينيا بينهم نحو 20 طفلا في مواجهات شبه يومية مع الجيش الإسرائيلي على أطراف شرق قطاع غزة منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 مارس الماضي.
في هذه الأثناء، أعلنت إدارة معبر رفح البري في الجانب الفلسطيني عن توقف العمل اليوم أمام حركة المسافرين في كلا الاتجاهين.
ولم تحدد إدارة المعبر في بيان مقتضب موعدا جديدا لإعادة فتح المعبر وقالت إن "على كافة المواطنين انتظار كل جديد".
وفتحت السلطات المصرية معبر رفح بشكل يومي لأول مرة منذ سنوات ابتداء من شهر رمضان الماضي الذي صادف منتصف مايو الماضي بغرض التخفيف من الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في القطاع خاصة سفر المرضى والجرحى للعلاج.