تمرُّ كل أُمٍّ بفترات يفقد الطفل فيها شهيته تمامًا ويرفض تناول الطعام حتى لو تحت الضغط وهذا ما اعتبرته اختصاصية التغذية نغم ضيف الله بالأمر الطبيعي، لكن من غير الطبيعي أن يرفض الطعام لفترات طويلة تتجاوز اليوم الواحد مثلاً. وفي الأصل تنخفض شهية الطفل تبعًا لمرحلته العمرية ودرجة نشاطه وشخصيته، فإن كان يبدو بصحة جيدة ويشعر بالسعادة لكنه لا يرغب بالطعام، فأمره لا يدعو للقلق كما ترى الاختصاصية، إلا إذا رفضه بشكل مطوّل، عندئذٍ لا بد من استشارة الطبيب خشية إصابته بأمراض صعبة كالكلى والكبد.
أسباب ذلك
السببُ وراء ذلك، ردّته الاختصاصية إلى تغيرات في مزاج الطفل العام، أو نمو أسنانه الذي يلحقه تورُّم في اللثة وعدم القدرة على النوم، أو بسبب التهاب الحلق الذي يُصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة وتورُّم في اللوزتيْن. ويلعبُ شرب الطفل للسوائل والألبان بكميات كبيرة دوره في تقليل شهيته وقت تناول الطعام، ما يتطلّب من الأم تقليل كمية السوائل قبل موعد وجباته، ومحاولة تنظيمها إلى ٣ وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتيْن، أي بمجموع ٥ وجبات للطفل، بحسب ضيف الله. وما حذّرت منه ضيف الله، الابتعاد عن تهديد الطفل ليتناول الطعام، كي لا يخلق عنده ردّ فعل معاكسًا يعلّمه العناد على المدى البعيد، والأخذ بعين الاعتبار أن فقدان شهيته قد يكون في الفترة ما بين عامين وستة أعوام.
التشجيعُ أفضل من التهديد
تشجيعُ الطفل بدلًا من إجباره على الأكل، وتزيين طبق الطعام بالشكل الذي يُحبّه، أو تخييره بين مجموعة من الأطعمة المتنوعة وأيها يُفضّل أكثر، إلى جانب تحديد الكمية التي يريدها أجدى وأنفع من أية وسيلة تُجبره على الأكل رغمًا عنه، وإن طالت مدة امتناعه عن تناول وجباته. وبشكل عام، لا بد من الحرص على تنويع الأطعمة التي تُقدّمها الأم للطفل، خصوصًا أن غالبيتهم يُحب الخبز وأنواع الباستا والأرز والخضراوات والزبادي والألبان واللحوم اللينة والدواجن والأسماك. وختمت الاختصاصية حديثها بتذكير الأم بتشجيع الطفل منذ الصغر على تناول مجموعة من الأطعمة الصحية المتنوعة، وأن معدته صغيرة جدًا مقارنةً بمعدة الكبار، ولا تتسع لكميات كبيرة من الطعام. وأخيرًا، الاستمرارُ في عرض الطعام عليه حتى عمر الثلاث سنوات، لعدم إدراكه معنى الإحساس بالجوع، أمّا بعد هذا العمر سيُدرك حاجته للطعام ثم يطلبه.