العم ناصر

نحتفي بعام جديد ونودع عام مضى بما حمله  لنا من آمال وأحلام ومآسي وآلام وهذه سنة الحياة ولا اعتراض .
يغيب عنا ونفتقد  للعام الخامس على التوالي أسير  العز والوغى  وصفوة الرجال الانقياء الذي تفتقده البوادي والمدن ومواقع العزة والشرف ومواضع الجود والإحسان التي يملؤها على الدوام طيب ذكره وبهجة تواجده وحضوره .

انه (العم ناصر )

تلك الروح التي  أحبها الجميع وذلك القلب الذي يتسع لكل التباينات وخلافات الجميع .
شخصاً لن يجود الزمان بمثله خلقاً وحباً وكرماً ووفاء لكل من عايشه وعرفه دون استثناء، شعاره في الحياة وسلوكه ومنهجه اليومي (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) ،  لاتخلو صلاة من صلواته من ذكر هذه الآيه لتعبر عن شخصيته النقيه المحبة للخير  دوماً وابداً .

العم ناصر قيمة إنسانية كبيرة  وشخصية قيادية فريدة عنوانها التواضع والبساطة والنقاء  وفي عمقها الحكمة  وبعد النظر والدهاء .
غياب العم ناصر ترك فراغاً لن يستطيع ان يملؤه  او يشغله احد ، فإن وجدت الكفاءة جدلاً  ، غابت عنها الروح التي تملأ المكان وتصنع القراربصورة فريدة لا يشبهها او يماثلها احد في وضع لمساتها وتفاصيلها الفريدة في حياته اليومية واستشاراته ومواقعه العملية . 

  ولقد قيل في الأثر عندما تغيب الشمس يأتي القمر، وعندما يغيب المساء يأتي الصباح، وعندما يغيب اليأس يأتي الأمل، وعندما يغيب  الحزن يأتي الفرح، وعندما يغيب الناس يأتي آخرون،  ونقول هنا وحده العم ناصر  بغيابه ترك كل الأشياء خلفه في حالة غياب  دائم  تحمل معها ذكرياته الطيبة وروحه المرحه المحبة للخير  وللناس على تباينهم واختلاف  توجههم  ومساراتهم .

في الغياب نرى من نحب بصورة أوضح، ونشعر بمدى أثرهم وتأثيرهم بشكل أدق ، ففي الغياب تكبر ازمتنا وتصغر محبتنا لأنفسنا. 
فالثقة بالله كبيرة بقرب اللقاء وساعة  الاجابه والفرج ، فاعمالك الصالحة وسيرورتك النقية وابتهالات وادعية قلوب  مكلومة جبرتها واحزان ودموع مسحتها لقريب وبعيد ولعابر سبيل ومحتاج  سيدخرها الله لك  ليفك اسرك الذي انجى سيدنا يونس من بطن الحوت .

في آية عظيمة تضرب لنا أروع المثل على جميل لطف الله وأهمية الاستغفار والدعاء عند الابتلاء.

وهناك الكثير مما يحُكى ويكتب عن العم ناصر وسيرته العطرة الناصعة البياض وللحديث بقيه .
 
بقلم / عبدالقادر المحوري