أكد السفير البريطاني في طهران روب ماكير، أنه لم يشارك في أي مظاهرات في العاصمة الإيرانية، وشدد على أن توقيف الدبلوماسيين هو عمل غير قانوني.
وكتب ماكير على حسابه على موقع تويتر: «أستطيع أن أؤكد أني لم أشارك في أي مظاهرات! فقد توجهت لفعالية تم الإعلان عنها لتأبين ضحايا مأساة الطائرة الأوكرانية المنكوبة - ومن الطبيعي أن أشارك في تأبين الضحايا - وبعضهم بريطانيون». وأضاف: «غادرت بعد خمس دقائق، عندما بدأ البعض ترديد شعارات»، موضحاً: «تم احتجازي لنصف ساعة بعد مغادرة المنطقة. واحتجاز الدبلوماسيين هو بالطبع غير قانوني، في جميع الدول».
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم (الأحد) أنها تنتظر تقريراً من قوات الأمن بشأن تفاصيل احتجاز السفير البريطاني الليلة الماضية.
ووفقاً لوسائل إعلام إيرانية فإنه تم إبلاغ السفير خلال احتجازه بالاحتجاج على حضوره التجمع الاحتجاجي ضدّ النظام، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
من جانبه، انتقد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إيران على خلفية توقيفها السفير البريطاني، داعيًا إلى «خفض التصعيد».
وقال بوريل على تويتر «قلق للغاية بشأن الاعتقال المؤقت للسفير البريطاني في إيران. من الواجب الاحترام الكامل لاتفاقية فيينا. الاتحاد الأوروبي يدعو إلى خفض التصعيد وإفساح المجال للدبلوماسية».
واعتقلت السُلطات الإيرانيّة، السبت، لفترة وجيزة السفير البريطاني في طهران، وفق ما أعلن وزير خارجيّة بريطانيا دومينيك راب، الذي قال في بيان إنّ «اعتقال سفيرنا لدى طهران من دون مبرّر أو تفسير، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي».
وحذّر الوزير إيران من أنّها في لحظة تقِف فيها عند «تقاطع طرق»، وعليها أن تختار بين «سيرها نحو وضع المنبوذ» أو «اتّخاذ خطوات لتهدئة التوتّرات والانخراط في مسار دبلوماسي إلى الأمام»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
واعتُقل ماكير بزعم «تحريضه»، في طهران، متظاهرين غاضبين من جرّاء إسقاط طائرة ركّاب أوكرانيّة في واقعة أسفرت عن مقتل 176 شخصاً معظمهم إيرانيّون، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل»، التي أضافت أنّه جرى إطلاق سراح السفير بعد نحو ساعة.
ودعت الولايات المتّحدة (السبت) إيران إلى الاعتذار عن احتجاز السفير البريطاني في طهران.
وكتبت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة مورغن أورتيغاس على «تويتر» أنّ هذا الاعتقال «ينتهك اتفاقيّة فيينا التي يمتلك النظام الإيراني تاريخاً سيّئاً في خرقِها».
وفي وقت سابق، كتب الرئيس الإيراني حسن روحاني في تغريدة أنّ «التحقيق الداخلي للقوّات المسلّحة خلُص إلى أنّ صواريخ أُطلقت للأسف عن طريق الخطأ أدّت إلى تحطّم الطائرة الأوكرانيّة»، متحدّثاً عن «مأساة كبرى وخطأ لا يُغتفر».
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (السبت) أنّ إقرار إيران بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانيّة من طريق الخطأ هو «خطوة أولى مهمّة». وقال في بيان صدر عن مكتبه: «سنبذل كلّ ما بوسعنا لدعم عائلات أربع ضحايا بريطانيين وضمان حصولهم على الأجوبة وطي الصفحة بالشكل الذي يستحقونه».
وأضاف جونسون أنّ بلاده ستعمل من قرب مع كندا وأوكرانيا وغيرهما من الشركاء الدوليين لضمان إجراء «تحقيق دولي شامل وشفّاف ومستقلّ وإعادة جثث القتلى». وأوضح أنّ «هذه الحادثة الأليمة تؤكّد أهمية خفض تصعيد التوتّر بالمنطقة». وشدد على «أهمية مضي جميع القادة قدماً بالمسار الدبلوماسي».
وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية، في تقرير نادر، السبت، عن احتجاجات مناوئة للحكومة أن محتجين رددوا هتافات ضد السلطات العليا للبلاد في طهران، وذلك بعد إقرار «الحرس الثوري» بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية.
وقالت «فارس» إن المتظاهرين في الشارع مزقوا أيضاً صوراً لقاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» بـ«الحرس الثوري» الذي قتلته واشنطن في ضربة بطائرة مسيرة.
وعرضت الوكالة، التي ينظر لها على نطاق واسع باعتبارها مقربة من «الحرس الثوري»، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، صوراً لمجموعة من الناس وصورة ممزقة لسليماني، وذكرت وكالة «فارس» أن عدد المحتجين يقدر بنحو 700 إلى ألف شخص.