احتجت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية على حذف عبارة تطرقت لـ قمع_عرب_الأهواز، في خطاب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، وذلك خلال الترجمة الفورية التي قامت بها شبكة صوت أميركا الفارسية VOA لكلمة الوزير.
وجاء في بيان للمنظمة، أن وزير الخارجية الأميركي، في خطابه الذي ألقاه الأحد الماضي، أمام الجالية الإيرانية في كاليفورنيا، قال إن "النظام يعتقل المئات من الأهوازيين، من أبناء مجتمع الأقلية العربية في إيران، عندما يتحدثون للمطالبة باحترام لغتهم ومعتقداتهم الأساسية".
لكن المترجم باللغة الفارسية قال في الترجمة الفورية إن (النظام يعتقل مئات من "أزهاري" فقط من أجل معتقداتهم ولغتهم)، بحسب البيان.
وأضافت المنظمة أن المترجم على افتراض أنه لم يفهم كلمة "الأهوازيين" بشكل صحيح وترجمها "أزهاري"، فكيف به لم يسمع أيضا عبارة "أبناء مجتمع الأقلية العربية في إيران" التي جاءت على لسان الوزير بومبيو.
كما تساءلت إذا ما كان فعل المترجم كان عمدا أم سهوا؟ ولماذا تم تحريف كلمة "الأهوازيين" إلى "أزهاري" ولماذا تم حذف كامل عبارة "مجتمع الأقلية العربية في إيران؟".
وتقول منظمة حقوق الإنسان الأهوازية أنها تحركت منذ أمس الاثنين، وراسلت الجهات المعنية في الحكومة الأميركية لتصحيح المشكلة وإصدار توضيح من القناة المذكورة.
كما ذكرت بأن المحطات الأميركية الأخرى الناطقة بالفارسية، مثل "راديو فردا" وغيرها لم تتطرق أيضا لهذا الموضوع، وأضافت أن هذا "يشير إلى أن هناك سياسة قديمة متبعة بتهميش أصوات الأقليات في هذه المحطات".
من جهته، قال رئيس المنظمة، الدكتور كريم عبديان سعيد، في اتصال مع "العربية.نت"، أن "قضية الأهواز وسائر القوميات والأقليات باتت مطروحة في أروقة الإدارة الأميركية وذلك بفضل تحرك نشطاء هذه الشعوب في المحافل الدولية والتواصل مع الإدارة الأميركية وطرح المعاناة المضاعفة التي تعاني منها شعوبهم".
وأضاف: "نحن سواء في منظمة حقوق الإنسان الأهوازية أو منظمات القوميات وأحزاب مؤتمر شعوب إيران الفدرالية أو مجلس القوى الديمقراطية الإيرانية وهي أكبر تحالفات سياسية وتنظيمية لمختلف الشعوب الإيرانية، قد حققنا إنجازات ملحوظة خلال الفترة الماضية حيث تمكنا من إيصال صوت القوميات والأقليات المضطهدة لإدارة الرئيس ترمب".
وبحسب بني سعيد، المستشار الأعلى لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي، فقد كانت "المحطات الأميركية الناطقة بالفارسية تحت نفوذ اللوبي الإيراني بشكل كامل، وكان يتم التعتيم على أصوات القوميات والأقليات الإيرانية، لكن مع مجيء الإدارة الجديدة حدثت تغييرات ملحوظة، إلا أنها لا تزال ليست بالمستوى المطلوب ومازالت أصوات الأقليات تهمش كما حدث في خطاب السيد بومبيو وحذف إشارته للأهواز من قبل المترجم".
بدورها قالت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية في بيانها بأنها كثفت تواصلها خلال الأسابيع والأشهر وعقدت جلسات متكررة ومستمرة بشكل خاص مع الجهات المعنية في الإدارة الأميركية لا سيما وزارة الخارجية، على ضوء الاحتجاجات الشعبية لعرب الأهواز وقمعهم العنيف من قبل الحكومة الإيرانية ما أدى إلى قمع حراكهم بشكل عنيف حيث تم اعتقال المئات من المحتجين المطالبين بوقف القمع والفقر والتهميش والتطهير العرقي بينما أرضهم تؤمن أكثر من 80% من النفط والثروات في البلاد".
وذكرت أن إشارة وزير الخارجية الأميركي "لمعاناة الشعب العربي الأهوازي محل تقدير واحترام، ويجب أن يتم إبرازها بشكل جيد من قبل وسائل الإعلام الأميركية لأنها تؤكد على التزام الولايات المتحدة بقيم الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الأقليات، بدل أن يتم التلاعب بالترجمة".
وطالبت المنظمة بأن تقوم محطة "صوت أميركا الفارسية VOA Persian" ومجلس حكام البث Broadcasting Board of Governors في الولايات المتحدة، بتوضيح موقفهما وتصحيح الخطأ الذي صدر عن المترجم لكي لا يتم كتمان صوت الأقلية العربية الأهوازية في إيران في الإعلام الرسمي الأميركي الديمقراطي، كما يتم قمعه في الإعلام الرسمي الإيراني الذي يخضع لنظام ولاية الفقيه الديكتاتوري"، بحسب نص البيان.