رغم مرور أكثر من 100 عام على نهاية الحرب العالمية الأولى، إلا أن غرفة نوم جندي فرنسي شارك فيها لا تزال على حالها دون أن يمسّها أحد.
توفي الملازم هيربرت روتشيرو بعمر 21 عاماً داخل سيارة إسعاف إنكليزية ميدانية، بعد معركة في قرية لوكر يوم 26 أبريل (نيسان) 1918، وقرر والداه اللذان لم يكونا غير قادرين في البداية على تحديد جثة ابنهما، أن يحولا غرفة نومه إلى ضريح دائم لتخليد ذكراه.
ودُفن السيد روتشيرو في مقبرة بريطانية، ولم تكتشف أسرته مكان دفنه إلا بعد 4 سنوات من انتهاء الحرب في عام 1922، وتم نقل الجثة بعد ذلك إلى مقبرة في مسقط رأسه بقرية بيليبر، على بعد 44 ميلاً من بواتييه، جنوب غرب فرنسا، لكن غرفة نومه، لا تزال على حالها حتى يومنا هذا كنصب تذكاري دائم.
وتظهر الصور المذهلة القبعة العسكرية المغطاة بالغبار للجندي لا تزال ملقاة على ملاءة السرير، بينما لا تزال سترته العسكرية معلقة في زاوية الغرفة.
ويمكن أيضاً مشاهدة العديد من العناصر الأخرى مثل سلاح روتشيرو وغليونه وحذاءه العسكري وحتى حذاءه المدني، بالإضافة إلى مكتبة صغيرة تضم مجموعة من الكتب القديمة، كما يزال العلم الفرنسي معلقاً في الغرفة.
واحتفظ والدا الجندي بالغرفة تماماً كما تركها، وعندما تركا منزل العائلة الكبير للجنرال الفرنسي يوجين بريدوكس في 1935، اشترطا عدم نقل أي عنصر داخله لمدة 500 عام على الأقل.
واندلعت الحرب العالمية الثانية بعد ذلك بثلاث سنوات، وبعد هزيمة فرنسا في 1940، أصبح الجنرال بريدوكس وزيرا للخارجية في نظام فيشي، قبل أن يفر إلى إسبانيا في نهاية الحرب، وبقي هناك حتى وفاته في 1955، وحكمت عليه السلطات الفرنسية بالإعدام في غيابه وصودرت ممتلكاته.
وتم استئجار المنزل من قبل عائلة من المحامين في البداية، حتى تم شراؤه من قبل حفيدة الجنرال بريدوكس وزوجها دانيال فابر في 1950، وظل السيد فابر يعيش في المنزل حتى 2014.
وأخبر عمدة بلابير، لوران لاروش صحيفة الغارديان البريطانية في 2014 أن العائلة دعت المسؤولين المحليين لرؤية الغرفة في الثمانينيات، وتعهد السيد فابر وزوجته بالحفاظ على وعد عدم المساس بالغرفة.
وطلب رئيس البلدية في السابق من المستفيدين من المنزل المساعدة في الحفاظ على الغرفة وتحويلها إلى متحف، وهو ما حدث بالفعل، ولا تزال الغرفة تحافظ على طابعها كوثيقة هامة على حقبة هامة من التاريخ، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.