نعرف بأن جبهة مأرب أكثر الجبهات اشتعالا وأقلها استقراراً، أي أنها تشكل تهديداً دائماً للحوثيين بل ويستميت الحوثي دائماً بإسقاطها ويحاول ذلك مراراً لكن سرعان ما تبوء محاولاته بالفشل لتعلن مأرب انتصارها وانكسار العدو ، الأمر الذي يجبره على المحاولة، فمرة بإرسال كتائب الموت ،ومرة عبر إرسال الصواريخ البالستية ومرة أخرى عبر خلاياها النائمة داخل المدينة وخارجها ومحاولات الاغتيال التي نجح بها بفعل المغرضون في المدينة ومن يدعمه بهدف إزاحة كل الأحرار والشرفاء والوطنيين في محاولة فاشلة منهم من إحكام القبضة والسيطرة على مأرب حيث وهي عامل تهديد متواصل للحوثي .
وجب علينا أن نحمي صمود مأرب وبسالة مقاومتها واصالة موقفها ولنقدر عالياً تضحيات أهلها فهي بما تحوز من سلاح متواضع وما لديها من إرادة صلبة وانتماء وطني كبير تدافع عن الوطن وحقوقه ووجوده الأبدي في حين هناك قوى أخرى تحاول النيل منها تحت دعاوي السلام الزائف .
علينا أن ندرك أن صراعنا مع الحوثي صراع وجود، صراع عقائدي بالدرجة الأولى وليس مجرد نزاع على سلطة أو جاه،صراعنا مع الحوثي صراع جزئته بعض القوى الخفية والظاهرة والمغرضة إلى قضايا صغيرة بحثت من خلاله على حلول جزئية غاب فيها التصور الشامل للصراع وللحل النهائي حتى جعلونا نرضى بأرباع الحلول ليحل الخلاف داخل المناطق المحررة محل المواجهة مع الحوثي واطماعه واهدافه البعيدة والقريبة، في حين استغل الحوثي شعارات الهدنة فضل يكسب الوقت ويبني قوته ويعزز وجوده محاولاً اختراق صمود مأرب وأمنها وإقلاق سكينتها وآخرها ما حدث بالأمس وما تبعه اليوم من إغتيال لأحد رموز الدولة وهو"العميد الركن "محمدالجرادي" مستشار وزير الدفاع " ولكننا ندرك تماماً أن مأرب ستقف صامدة شامخة تسمو على الجراح والتمزق والفرقة والخلافات وستزف انتصارها قريباً بإذن الله.