بادرة جيدة ومتميزة أن يعقد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج سالمين البحسني اللقاء الأول لوسائل الإعلام والإعلاميين ونشطاء التواصل الاجتماعي بحضرموت الثلاثاء الماضي بالمكلا لتحديد موجهات ومهامهم الوطنية في المرحلة الراهنة، ويأتي تميزها لكونها لأول مرة يقوم بها نائب رئيس مما يكسبها أهمية كبرى كخطوة إيجابية على مسار الارتقاء بالعمل الإعلامي وتطويره وجعله مواكباً للتحديات التي تواجه حضرموت والتي تؤكد أن معركة حضرموت لم تنته بعد!
حملت كلمة اللواء البحسني، رسائل متعددة لاستشعار مدى خطورة التحديات التي تواجه حضرموت، ورسمت الموجهات التي تضمنتها خطوط وملامح الطريق لكيفية التصدي لها والتي تتطلب تضافر جهود جميع شرائح ونخب المجتمع الحضرمي والمكونات السياسية والقبلية والشبابية لمواجهتها، وإيجاد إعلام قادر على أحداث الأثر والتعاطي مع المتغيرات بمهنية ومسؤولية وطنية عالية، ولن يتأتى هذا الطموح إلا إذا كان رجل الإعلام يتحلى بالقيم والأخلاق وحب الانتماء للوطن والمصداقية للحفاظ على أخلاق المهنة للقيام بواجبه الديني والوطني للدفاع عن الوطن وصون منجزاته.
وبالنظر إلى أبرز الموجهات العامة التي وردت، مضاعفة الجهود لتعرية المليشيات الحوثية بما تنتهجه من انتهاكات وفتح خطوط مع وسائل الإعلام الدولية وتزويدها بالمعلومات والحقائق وتحري الدقة وعدم التعرض لأعراض الناس وتجسيد الأخلاق المهنية في العمل الإعلامي.
الحفاظ على الأسرار العسكرية والأمنية ورفع معنويات النخبة الحضرمية وجعل الإعلام شريك أساسي وفاعل في التحولات التي يشهدها الوطن، ومساندة السلطة المحلية وكشف مكامن الخلل وتعرية بؤر الفساد وفقاً والضوابط المهنية للوصول إلى الحقيقة.
التركيز على انتهاج خطاب إعلامي تصالحي والمساهمة في غرس قيم التسامح والوئام والتقارب بين أبناء المحافظة ومكوناتها السياسية مما يُمكن حضرموت انتزاع حقوقها وأخذ مكانتها المستحقة في التسوية القادمة والابتعاد عن تأجيج الصراع وبث السموم.
تأييد سياسة الدول المساندة للشرعية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة التي لها الفضل في الدفاع عن الوطن ووضع حدٕ للمد الحوثي الإيراني ويجب أن تخلد مآثرها حيث قدمت مئات الشهداء على مستوى اليمن ولولا دعمها لما تحررت حضرموت من تنظيم القاعدة.
سيتبين أنها شخصت اشكالية ضعف دور الاعلام واختصرت طريق معالجة الخلل ليتمكن الإعلامي من تقديم رسالة إعلامية هادفة لخدمة المجتمع الحضرمي وتحمل المسؤولية الوطنية تجاه الوطن والدفاع عن منجزاته الاقتصادية والأمنية وحمايتها من أطماع المتربصين.
إذ جاءت الموجهات العامة لإنهاء حالة التيه والانفلات الإعلامي التي يعاني منها الإعلام بشكل عام، بسبب نتائج الحرب التي أوجدت واقعاً معقداً ومناخاً ملئ بالصعوبات اضعفت دوره، وكذا لإعادة رسم خارطة مهامه وتنشيط دوره في المرحلة الراهنة والقادمة.
نستنتج من هذه الخطوة الجبارة للقائد الوطني الاستراتيجي اللواء البحسني الذي تقدم الصفوف في 24أبريل2016 لقيادة معركة تحرير حضرموت من تنظيم القاعدة وتثبيت الأمن والاستقرار أنها خطوة من مراحل معركة حضرموت التي لم تنته بعد! حتى تتبوأ مكانتها التي تليق بها في التسوية السياسية القادمة.