ماذا تعني الافكار هل تعني بان هناك امرا جديدا او فريدا على وشك ان نقوم به او ان هناك فكره لمشروع عظيم لازال يتشكل معالمه في رؤوسنا و نبني على اساسه رؤيتنا و طموحنا اذن متى تكون الافكار عظيمه وماهي علاماتها وهل لها علامات نعرفها بها او هي ملكات وهبات يختصها الله لمن يشاء. ان الافكار التي تجول في عقولنا كبشر منها مايفيد ويستقيم حالنا به كافراد ومنها ماتكون فائدته عامه بل وعابره للحدود تستفيد منه امه باكملها واحيانا تعم الفائده لتشمل البشريه جمعاء فما حظنا نحن كعرب من هكذا افكار سؤال يطرح نفسه دائما على كل من يظن بان لديه القدره على الابتكار فكل شي يبداء بفكره بل وحتى النظريات احيانا تنشاء لسبب مجهول فمن كان يتوقع بان سقوط تفاحه الهمت نيوتن نظرية الجادبيه لماذا تركنا الابتكار لغيرنا وجلسنا نشاهد الغير وهو يخترع ويبتكر بل و يبدع و نحن نكتفي بمشاهدة انجازاتهم بل و نتغنى بها سواء في صحفنا او فيما بيننا من دون ان نخجل او نلوم انفسنا فهل نحن كافراد نستحق اللوم او ان اللوم يجب ان يكون من نصيب غيرنا فمن نلوم اذن هل نجعل اللوم يقع على النظام التعليمي برمته هل نلوم مناهجه او نلوم القائمين عليه او اننا يجب ان نقدم المعلمون واساتذة الجامعات ككبش فداء و نلقي باللوم عليهم و بلا رحمه حتى ننفس فيه عن غضبنا نبرر فيه عجزنا و فشلنا كامه تم ماذا هل نستمر بلوم هذا و ذاك ماذا سيفيدنا كل هذا اللوم هل سياتي لنا بالمعجزات او هل سيبني لنا صروح نفتخر بها ونشير اليها باعجاب او اننا سنصمت وسنلقي اللوم على جيل كامل بل على اجيال على غياب الرغبه و الشغف في المحاوله والمثابره وفقا لامكانياتنا المتاحه علما بان المصريين وبسواعدهم العاريه بنوا اهرمات مصر اي الامكانيات برائيكم كانوا يمتلكون وباي ظروف عمل قاسيه كانوا يعملون لقد امتلكوا سواعد عاريه لكن عزيمتهم كانت عاليه فقد تركوا لنا مايبهر عقولنا قبل اعيننا ليكتبوا لنا من خلال هذا الصروح رساله لنتعلم منها كيف نقهر الظروف كذلك اهل سباء فقد بنوا سدا عظيما لدرجه انه ذكر في كتاب الله لم يكونوا حينها يمتلكون شيولات ولا جرافات ولا خلاطات اسمنت مع ذلك بنوا السد الذي لازالت اثاره الى يومنا هذا تحكي قصته رغم مرور الاف السنين لكننا اليوم وعلى كثرة المهندسين والخبراء في بلادنا لا نستطيع بامكانياتنا الذاتيه بناء سد ولو صغير هل لاننا تركنا العلم لغيرنا و انشغلنا في اسكات بطوننا من جوعها وكذلك في اشباع رغباتنا اترى هل نخجل نحن من انفسنا عندما نرى ناطحات مدينة شبام وهي بالمناسبه اول ناطحات عرفها العالم مع ذلك اذا اردنا يومنا هذا ان نقيم سدا او نبني ناطحة سحاب عصريه مكونه من اكثر من ثلاثين طابقا يجب علينا حينها احضار مهندسين من بلدان اخرى ليملوا على مهندسينا ماذا يفعلون اذن ماهو الحل من اين نشتري العزيمه والاراده التي تمتع بها اهل عدن عند بنائهم للصهاريج ومن اين نحضر مهندسين يتمتعون بقدرات ابناء سباء الذين بنوا اعظم سد في العالم ليعلموا مهندسينا كيف يبنون سدا حتى وان كان حقيرا اخيرا من اين نحضر لهم الرغبه والشغف لعمل شي يجعل البلاد والعباد محل اشاده و تقدير بين الامم. هل يكفينا ان نشاهد مابناه غيرنا او ان علينا ان ناخد المبادره بايدينا ونقهر بارادتنا ظروفنا ونبهر العالم كما فعل اسلافنا.
* قاضي في محكمة صيره الابتدائيه