انطباعات زائر -بودابست -

منذ أن غادرناها في سبتمبر عام 1990

ضلت ذكرياتها حاضرة في الوجدان عايشه فينا من خلال يومياتها ومواقف حياة عشناها طوال سنوات الدراسة عالقة في الأذهان ، نستذكرها حينا ونتمنى عودة عجلة التاريخ والزمن للوراء في عدة لحظات ومشاهد جميلة وذكريات لن تتكرر وربما الندم على لحظات ومواقف وسلوك اخر لا يريد المرء تكرارها 

ولأن عيب الحياة انها تخلق الذكريات وعيب الذكريات انها لاتتكرر

فقد جمعت الحياة والظروف عشرين شابا من مناطق مختلفه واجهوا حياة جديده ومجتمع جديد حاول الجميع بكل السبل تعزيز مبدأ الإخوه والصداقه واستحضار روح الانتماء للوطن والجغرافيا التي بعثتهم وينتمون اليها وفقوا الى حد ما في ذلك رغم ظلال وغبار السياسه الذي لا يستطيع اليمني تركه اينما حل ورحل بكل قوالبه وعلاته التي تعكر على الدوام او لنقل أحيانا صفو الحياة وطبيعة الأنسان الصادقه والنقيه

ماميز الجميع البساطه وروح الفكاهه وصدق المشاعر التي نحاول استذكارها على الدوام والتي يفتقدها جيل وشباب اليوم وفقاً ومتغيرات حياته واولوياته التي لاتشبه البته واقع الامس وبساطته وعدم تكلفه

بعد32 عاما من المغادرة وحلم العوده والحنين للماضي استطيع القول انه ظل يراود الكثير منا ربما هي محاولة لاستعادة شباب مضى او الوقوف على اطلال وذكريات الشخوص والأماكن  

ولكن للأسف وجدنا اطلال الاماكن قد شاخت واعتراها الزمن وفقدت مكانتها وقيمتها وبريقها وذكرياتها التي لم تكن تعطيها قيمة الا رفقة الشخوص الذين كان لنا معهم وبهم حكايات واثر

لم يعد المكان مألوفًا ولا الزمن الجديد يشبهنا فقط نحمل معنا بقايا ذكريات 

في واقع مختلف وموحش لاننتمي اليه او ينتمي إلينا 

حاولت زيارة اماكن كثيرة ،لي بها مواقف وذكريات .لم استطع إخفاء مشاعر فرح وحزن تملكتني ولكن تغلب الأسى والحزن على لحظات الفرح ، رغم فارق الزمن وفارق الحال الذي قد يكون اليوم افضل من سابقه ،ولكن لاتقاس الماديات مطلقا بلحظات براءة وفرح صادقه عاشها الشخص (الطالب) مننا بأريحية وتجلي وصفاء غير مهتم او عابئا بما يدور حوله او مجرد التعكير لصفو حياته التفكير في مستقبل غامض ومجهول

 

فلنعيش اخوتي حياتنا كما هي وليكن الماضي لاستلهام منه الدروس والعبر مع الاعتراف الصادق بصعوبة نسيانه لحفره في اخاديد الذاكره مواقف ولحظات لن تزول الى حين او تنمحي.