مثل هذا اليوم كان ميلاد رجل دولة من الطراز الفريد الذي لن يتكرر في جنوب اليمن وشماله ..من دثينة مديرية مودية محافظة ابين جاء علي ناصر محمد حاملا القلم والعلم والتنوير تربويا وحاملا السلاح في معركة النصر وتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني مع كوكبه من رفاقة الشرفاء لايتسع الحيز اذكر اسمائهم. ٨٣ عاما عمر الرئيس علي ناصر محمد بلغ اليوم، ومازال بحيوية الشباب وذاكره لاينافسه فيها زعيما اخيرا. من قلائل رجال الدولة الذي يخطب باللغة العربية الفصحى واحياناً دون ورقة. قال أحد السياسيبن الكبار من مطلع العام ٨٠ الى مطلع العام ٨٦م كانت الفترة التي ازدهرت فيها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية واستقرت بفضل عقلية الرئيس علي ناصر الذي انفتح على العالم ودول الجوار.
الرئيس علي ناصر محمد ذلك الزعيم الاستراتيجي الذي شغل أهم المناصب منذ الاستقلال الوطني ٦٧م وحتى يناير ٨٦م أول محافظ لجزيرة سقطرى أو الجزر ومحافظ لمحافظة لحج وزير الدفاع وفي عهده تاسس الجيش الجنوبي وتخرجت أول دفعة من الكلية العسكرية الى جانب وزير التربية والتعليم والى رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني الحاكم انذاك. ترك السلطة قبل ٣٨ عاما وبقيت الناس محتفظه تخاطبه بصفة الرئيس ويتمنون عودته كرئيس توافقي لاخراج اليمن من دوامة الحرب والموت اليومي بالمجان. وقف مع ثورة الجنوب ونضاله منذ انطلاقتها وكان الشعب الجنوبي ينتظر بياناته والى جانبه الرئيس حيدر العطاس بعد كل فعالية أو عدوان ترتكبه قوات النظام السابق بحق الجماهير . كانوا يتنفسون وترفع معنوياتهم، كان المهندس ورئيس مؤتمر القاهرة الجنوبي التاريخي. يتميز الرئيس علي ناصر محمد بدهاء وذكاء خارق، وقريب من فئات الشعب ونخبه الثقافية والسياسية والاجتماعية والفنية والاعلامية.
شخصياً لدي أمل حتى وبعد هذا العمر أن يلعب ابو جمال دورا في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من حياة اليمنيين. جلست معه مرات عديدة في القاهرة وشعرت وأنا أستمع إلى حديثة أنني أمام فيلسوف زمانه يحمل مشروع كبير للسلام ورؤية عميقة وقلق على وطنه الذي تطحنه الحرب وتنتهك سيادته ويطمع الطامعون للاستيلاء على اراضيه وجزره بمساعدة وتوطئ داخلي، وهذا مالم يرضى عنه الشرفاء مهما كانت طرق الارهاب والترهيب والتجويع والتنكيل والتركيع.
في مناسبة عيد ميلاد رئيسنا ابوجمال نقول حفظك الله ومدك بالعمر الطويل وحفظ الله هذه البلد من كل مكروه. سلام عليك يا إبا جمال يوم ولدت وسلام عليك وأنت تواصل نضالك وترفع صوتك مع شعبك الذي جار عليه الزمن. والى هنا ونستودعكم وللحديث بقية.