استوقفني جانب مهم تضمنته كلمة سيادة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج البحسني، خلال لقاءه أمس بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية، عدد من أبناء محافظة حضرموت المقيمين بالمملكة تحدث فيها حول ما تحقق من منجزات عسكرية وأمنية وتنموية لحضرموت في زمن الحرب عقب تحريرها من فلول الشر والإرهاب الذي يجعلها اليوم متميزة ومحط فخر واعتزاز لدى الجميع، مقارنة بما هو موجود في بقية المحافظات ويعطي انطباع جيد عن قيادتها وفي مقدمتهم اللواء فرج البحسني الذي تحققت تلك الإنجازات أثناء توليه قيادة المحافظة والمنطقة العسكرية الثانية، ومن يلمس ويرى كل هذه الأعمال وغيرها من الأعمال الإنسانية التي صار يستفيد منها من خارج أبناء حضرموت، حتماً سيقول حضرموت بخير.
لا يكتمل تحقيق هذه المنجزات وغيرها من الأعمال الإنسانية إلا إذا استشعر المواطن المسؤولية للحفاظ عليها من أيادي العبث والتدمير، وهذا ما شدد عليه سيادة نائب الرئيس اللواء البحسني في كلمته وتأكيده على أهمية أن يتكاتف جميع أبناء المحافظة في الداخل والخارج، للحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تحققت في حضرموت، وفي مقدمتها قوات النخبة الحضرمية، إلى جانب المنجزات في القطاعات الخدمية، وقطاع التربية والتعليم على وجه الخصوص الذي شهد إنشاء 31 مجمّع تربوي، و76 مدرسة جديدة، وتأهيل نحو 45 مدرسة و45 قاعة مدرسية، وإنشاء 300 مختبر جديد، واعتماد مالي لحوالي 7 آلاف متعاقد.
شعرت بالغبن والحزن أثناء الاستماع إلى كلمته التي تناول فيها أيضاً كثير من المستجدات والقضايا الوطنية، وإنا انظر إلى واقع حالنا في المحافظات الجنوبية خاصة عدن وأبين ولحج وشبوة، التي لا وجه لمقارنة ما تحقق فيها في زمن الحرب مع ما أنجز في حضرموت، ولأننا لم نستطع حتى الحافظ على ما هو موجود فيها من قبل الحرب، بل كل يوم نستيقظ لنقرأ أخباراً غير سارة عن جرائم السطو، تارة على أسلاك الكهرباء وأخرى السطو على مبنى حكومي أو البناء في موقع أثري أو وفاة مريض بسبب نفاذ الأدوية والمستلزمات الطبية في مراكز غسيل مرضى الفشل الكلوي.
إن لم يتم الحفاظ على أي منجز تنموي في أي محافظة من قبل المستفيدين منه فأنه سيكون عرضه للعبث والتدمير بعد أن أفرزت الحرب سلوك تدميري فوضوي دخيل على ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا ومجتمعنا، وطالما أصبحت حضرموت متميزة بما أنجزت، فإنه ينبغي على أبنائها في الداخل والخارج أخذ الدروس والعبر من ما حدث لغيرهم، والحفاظ على هذه المنجزات الأمنية والتنموية والإنسانية، والنموذج الفريد الذي قدموه في زمن الحرب على مستوى اليمن، ما نأمله هو استمرارهم للحفاظ عليه، لتبقى مكانتهم العظيمة ساكنة في قلوبنا، ومعها يستمر الجميع بالقول سلام الله على الحضارم الذي بهم حضرموت بخير.