يجتهد إخوتنا في بعض المكونات الجنوبية المتورطة في إيصال الجنوب وقضيته إلى الحالة المزرية التي وصل إليها في التسابق لخلق المبررات والاعذار لبعض شخوص تلك المكونات بدلا من التفكير العملي في إيجاد مخارج للورطة التي وضعوا انفسهم والقضية فيها.
وكأني بهؤلاء البعض يعيشون في كوكب منفصل عن الأرض ولايدركون أن من امتلكوا قرار تلك المكونات قد اختاروا وضعهم الحالي بإرادتهم ليس من اليوم ولكن من اليوم الأول لقبولهم بوضع مشاريع الداعم الإقليمي لهم واهدافه قبل مشاريع الجنوب وأهداف قضيته .
تتسارع الأحداث وتتوالى التطورات في المشهد الإقليمي المعني مباشرة بالحرب اليمنية وتتحرك كل اطراف الصراع نحو تحقيق المزيد من المكاسب لصالح اهداف قضاياها إلا الأطراف الجنوبية فمازالت تعيش خارج الواقع وتستميت في خوض معاركها ضد بعضها وتتفنن في استجلاب مفردات الخطاب التخديري لمداراة عجزها وفشلها والاستمرار في السخرية من عقول البسطاء المؤمنين بعدالة قضيتهم .
الجنوب اليوم في وضع يتطلب عدة خطوات يأتي في مقدمتها مغادرة مربع خطاب الزيف والتخدير والضحك على الدقون وامتهان العمل السياسي الاحترافي بدلا من امتهان خلق المبررات لشخوص ساهموا بجهل و بدراية في الحاق الضرر بالجنوب واهله وقضيته ، الخروج من خطاب الشعارات إلى خطاب محاكاة الواقع ، مغادرة ميادين المعارك المناطقية والشللية والفئوية ، الجلوس على طاولة مستديرة والقبول بالاخر والاعتراف بالفشل بدلا من الهروب لصناعة الأعذار والمبررات.
الوضع في الجنوب اليوم جاء بفعل فاعل قد يكون الفاعل جاهل وقد يكون مُدرك لافعاله ولكن في المحصلة النهائية هناك جريمة اُرتكبت ضد الجنوب وأهله وقضيته ويجب الوقوف في وجه الجاني ومحاسبته إن كان هناك باقية من بقايا الاحترام لأبناء الجنوب وتضحياتهم وتقدير لمعاناتهم وصبرهم .
الاتفاق السعودي الإيراني الصيني يضع المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة ونحن في اليمن جزء من هذه المنطقة ويجب أن يتفعل العقل السياسي الجنوبي ليواكب هذه التطورات ليخرج بحصيلة إيجابية أقلها الاستفادة من الأخطاء التي رافقت الفعل السياسي خلال المرحلة السابقة والتي أبرز شواهد سلبياتها أنها جعلت من الأطراف المحلية مجرد ادوات تتخاصم بتخاصم رعاتها وتهادن بمهادنة رعاتها وتفترق لافتراق الرُعاة وتلتقي بلقاء الرعاة وهذا لعمري أقصى مراحل السقوط السياسي والمهانة الوطنية !!
15 مارس 2023م