تحتفل حضرموت هذه الأيام بمرور الذكرى السابعة لانتصار معركة 24 أبريل لتحرير المكلا ومدن الساحل بقيادة اللواء الركن فرج سالمين البحسني من سيطرة عناصر تنظيم القاعدة ، وتمثل هذه الملحمة التاريخ الفاصل بين حقبتين من التاريخ الحضرمي، تحكي عن نضال شعب رفض الخضوع لسيطرة التنظيمات الارهابية واقامة مشروعها الظلامي "الدولة الاسلامية في حضرموت"، وتستحق أن تدرس تفاصيلها في مناهج المدارس والكليات العسكرية والشرطوية إذ خطوا أبطال النخبة ورجال القبائل بدمائهم الطاهرة حروفاً مضيئة في صفحات تاريخ الحرب على الإرهاب ستستلهم منها الأجيال الدروس والعبر ومعاني التضحية لأجل الوطن. العظماء هم من يصنع الأحداث وتدون دمائهم في صفحات التاريخ حكايات نضالهم لتروي للأجيال القادمة عن تضحياتهم من أجل الحرية والعزة والكرامة، وهذا ما دونته دماء وتضحيات أبطال النخبة الحضرمية حين انطلقوا منتصف ليل 23 أبريل 2016م في ثلاثة محاور قتالية بقيادة اللواء البحسني من هضبة حضرموت منطقة (معسكر نحب) باتجاه تحرير المكلا من قبضة عناصر تنظيم القاعدة التي سهلت لها قوى الشر أن تسيطر على مدن الساحل في غمضة عين تاريخ 2 أبريل 2015م، وهاجمت المحاور القتالية الثلاثة من النخبة ورجال القبائل، المحور الشرقي والغربي والأوسط على مسافة 200 كيلو متر وصولاً إلى المكلا والضبة والريان وتحريرها وطرد عناصر تنظيم القاعدة منها، خلال 12 ساعة وإعلان النصر تاريخ 24أبريل 2016م لتبدأ فيما بعد معركة استكمال اقتحام اوكار تنظيم القاعدة في وادي المسيني بعملية (الفيصل) وعملية الجبال السود لتحرير مديريات الوادي ثم عملية القبضة الحديدية لتأمين حدود مديريات حضرموت، حتى أسقطوا بانتصار معركتهم، مؤامرة تحويل حضرموت إلى منصة التنظيمات االمتطرفة. ما يميز انتصار ونجاح معركة 24 أبريل 2016م، عن غيرها من معارك الحرب على الارهاب في المنطقة، هو إحراز النصر المستدام، ليس مؤقتاً كما حدث في بعض المناطق، من خلال ترجمتها لأهدافها على الأرض، والتي لم تقتصر على تحرير مدن حضرموت وطرد عناصر تنظيم القاعدة منها فقط، بل احداث تغيير تنموي ومؤسسي كبناء كلية الشرطة لرفد الأجهزة الأمنية بالدماء الشابة وتأسيس النخبة الحضرمية، بالإضافة إلى المؤسسات الثقافية والإعلامية والتوعوية، وبما يُمكن حضرموت وابنائها من الدفاع عن أمنهم وحماية ثرواتهم بأنفسهم وتحصين الشباب من الأفكار المتطرفة. يحق لأبناء حضرموت أن يحتفلوا ويفخروا بهذا اليوم الذي غير مجرى التاريخ، وأصبح يوماً فاصلاً بين الهيمنة والتحرر والانطلاق نحو التنمية، ومن حقهم أن يفخروا بتضحياتهم، التي حجزت لهم مكانة رفيعة في تاريخ الحرب على الإرهاب لتضيف لهم بذلك نصراً تاريخياً جديداً يضاف إلى امجاد وتاريخ الحضارم الحافل والزاخر بالتميز في كل المجالات. إن النصب التذكاري للجندي المجهول، الذي يجذب أنظار الزوار في مدخل مدينة المكلا عاصمة حضرموت يحمل دلالات تاريخية عن عظمة هذا الشعب وتضحياته ووحدة أبناء الساحل والوادي وامتزاج دمائهم في خندق واحد من أجل حماية الوطن والدفاع عن كرامته وعزته، ويحكي بعزة وشموخ وهو يعانق سماء الحرية، تفاصيل معركة 24 أبريل 2016م بقيادة اللواء البحسني التي غيرت مجرى التاريخ في حضرموت.
24 أبريل 2023م