ثمة خيارين لا ثالث لهما جعلتني في موقف ظهر اليوم بعد اتصالي بالاخ الصديق والزميل العميد علي منصور الوليدي مدير التوجيه المعنوي الذي عاد من مسقط رأسه دثينة مودية محافظة أبين بعد استكمال مجلس العزاء بوفاة شقيقه الأكبر المناضل والشاعر والشخصية الاجتماعية البارزة المغفور له محمد منصور الوليدي رحمة الله عليه كنت أمام المصافي في عدن الصغرى البريقة حاليا ضمن تجمع موكب طويل عريض من محافظة أبين وايضا انضمت إليه وفود من شبوة ويافع وردفان وغيرها بانتظار اكتماله لينطلق صوب راس العارة لزيارة اللواء الحر البطل محمود الصبيحي. فقررت قطع زيارة الصبيحي أو تأجيلها بالأصح لأنني زرته بعد الإفراج عنه بـ 24 ساعة ولكي اعود لتأدية واجب العزاء للاخ الوليدي واعتبرته الاولوية والحمد لله انطلقت المواكب ولم يسأل عني أحد وصعدت باول باص قادم من صلاح الدين إلى الشيخ عثمان ومنها إلى التواهي بعد تناولي واحد شاهي من مقهى الشجرة الشهير ومن التواهي إلى منطقة فتح مقر عملنا في التوجيه المعنوي وصحيفة الجيش وهناك استقبلي ابو سميح ومعه العميد عبداللطيف علي عبدالله واخرين وقدمت له واجب العزاء فكانت جلسه استثنائية ولا اروع منها لأكثر من أربع ساعات تحدثنا وخبطنا البلاد والعباد تحت فوق ولا داعي للتفاصيل. كما تذكرنا مناقب شقيقه عميد أسرتهم فقيد الوطن محمد منصور الذي افني حياته في صميم المعركة الوطنية لشعبا وفي ميادين النضال السلمي لثورة شعب الجنوب وقال كلماته الشهيرة التي سقطت كحمم الأباتشي وراجمات الصواريخ على رأس نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح منها التي تقول في مطلعها والله ورب العرش مانخضع للطاغي الفاسد وأعوانه لو السماء من فوقنا تولع والكون يتزلزل ببركانه او يهدمون البيت بالمدفع ولا علي يهجم وأركانه المؤمن الصنديد مايركع الا لرب العرش سبحانه والله بعد اليوم مانركع لو يفتحوا مليون زنزانة ياما نصحنا انسان مايسمع كل ما نصحناه زاد طغيانه ثورة قرعنا الطبل والمرفع والشعب يتقدم بفرسانه
وغيرها من القصائد المزلزلة التي قالها الفقيد بصوت عال في زمن كان نظام صالح باوج قوته وكان الذين ينخطون اليوم ويتصدرون المشهد بعيدين أو متخفيين فتعرض لكل انواع الأذى والملاحقات. والمؤلم أنه مات فقيرا شبه معدما لايمتلك أو يخلف لأولاده حتى 100 الف ريال . وكنت اتمنى من قيادة المجلس الانتقالي أن تتذكر نضال وكفاح وتضحيات الفقيد الشاعر الحر محمد منصور الوليدي وتكرمه وتقدم له العون حياً .. لكن للاسف هذا المجلس وبطانة اللواء الزبيدي كما قلت واكرر لاتمتلك عقل سياسي يفكر ويرصد ويدرس التعاطي بقيم الوفاء والعرفان تجاة هذه الهامات الوطنية الجنوبية السامقة. او بالاصح دخلت في مستنقع المصالح الشخصية والثراء الفاحش وجنون ألاموال والفساد وفقدت الذاكرة وامسكوا خشب لن تصحوا ولن تسمع النصائح إلا بعد فوات الاوان وكما قال الفقيد عن نظام صالح ياما نصحنا انسان مايسمع كل ما نصحناه زاد طغيانه
ولهذا اتعجب ولا اوجه اللوم للاخ اللواء عيدروس الزبيدي. بل على من حوله وبطانته القذرة. ولهذا لم أتوقع أن قيادة الانتقالي لم تقوم بواجب العزاء ومعروف معنى واجب العزاء إلى الان وهنا اتوجه بعظيم الشكر والتقدير لمعالي وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري وهو الوحيد في هذه القوم الذي قام بالواجب من ذات نفسه للاخ العزيز العميد علي منصور الوليدي وأولاد الفقيد بهذا المصاب الجلل والاليم وهنا يسمى الاحساس والشعور بالمسؤولية الانسانية والاخلاقية أما تغريدات التعازي عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي قد شبع الناس منها والخلاصة أشعر بالسعادة وأنا اختتم هذه السطور أنني اديت واجب العزاء للاخ أبو سميح بعد ان كنت أشعر بالنقص قبل ذلك وبالنسبة لصديقي ورفيق الدرب اللواء البطل محمود الصبيحي فقد اديت واجب الزيارة مبكرا وكان التكرار تحصيل حاصل مع اعتذاري لرفاق الموكب الكبير الذي زاره اليوم . رحم الله فقيد الوطن الكبير المناضل والشاعر محمد منصور الوليدي واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة.
والى هنا اكتفي بهذا القدر وحتى نلتقي واياكم عيد مبارك للجميع.. سلاااااااااام