مع أن الوضع خطير للغاية لكن الأخطر أن تجد من يصنفك ويلومك على مجرد مقال كتبته أو فكرة طرحتها .
هنا يكمن الخلل عندما يخلق المقربين من الحكام أعداء وهميين, ويركزون على قضايا ثانوية.
صناعة الخصوم لقادة الدولة مهمة قديمة متجددة؛ تزدهر وتورث من نظام إلى أخر لعزل الحكم عن حقيقة الأشياء ومجريات الأحداث التي تجري على ارض الواقع.
ومن الغريب أن يتعامل البعض بحساسية مفرطة من رأي أو تعبير عن سيناريوهات أو قرآت لمستجدات محتمِله.
نحن نتعامل مع ذلك ونكتب من منطلق الشعور بالمسؤولية والتحذير من مخاطر تهدد كل شيء من حولنا.
وعندما نتحدث عن أداء الحكومة أو وصول الخيارات الرئاسية إلى زاوية ضيقة فإن ذلك لا يعني بالضرورة إننا ضد الشرعية .
أي يمني ينتابه القلق مما يجري ومن مجريات الحرب ومن التدهور المستمر للحياة المعيشية.
قلقون من المشاهد اليومية التي تتناقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل عن قصص إنسانية مؤلمة في كل مكان.
ونتألم في نفس الوقت عندما نجد البعض يعبر عن قوانين الحياة والموت بطريقة سخيفة وساذجة.
ومن ذلك أن تجد تعليقات تتمنى لرئيس الدولة الموت وكأن حياة إنسان أو موته هو الحل للمشاكل والتحديات الراهنة ؛ أو أن ذلك سيوقف الحرب وسينهي صراع متنوع ومتجذر وطويل.
لا أظن إن هناك من يجهل بأن الرئيس هادي أثبت كفاءة وفاعليه كبيرة منذ توليه الحكم في 25 نوفمبر 2012 غير إن التحديات كبيرة ومنها تهول الجبال.
نعم الرئيس هادي مازال صمام آمان؛ وهذا لا يعفيه من توجيه النقد البناء خصوصا عندما يشتد غلايان الشارع من أداء الحكومة أو فساد مستشري في وزارة المالية على سبيل المثال.
أنا شخصيا أعتبر مؤتمر الحوار ومخرجاته؛ أهم منجزحدث في تاريخ الرئيس عبدربه منصور هادي؛ ومثل أن للقادة الملهمين محطات مشرقة؛ فان مخرجات مؤتمر الحوار هي أهم حدث سياسي كان من شأنه أن يحلق باليمن عاليا وان يخرجه إلى بر الأمان.
وما أكثر المشاريع التي تجهض بسبب عدم تسمية الأخطار والمواقف بمسمياتها الحقيقية.
عندما نقول إن هادي استنفذ خياراته فيما يتعلق بالاقتصاد ولجاء إلى خبرات (كلاسيكية أو إلى النيو كلاسيكي) الموجودين في اليمن؛في زمن العولمة والتحولات التي لا تؤمن بالإجراءات التي أقرها الإجتماع الأول للجنة الاقتصادية , والتي خيبت الآمال؛ فإن ذلك لا يعني بالضرورة موقفا أيدلوجيا أو سياسيا من فخامة الرئيس الذي نحبه ونتمنى له التوفيق والسداد.. ولا موقفا من دولة رئيس الوزراء فهما يديران بإخلاص كبير شؤون الدولة, في ظل ضغوطات وظروف معقدة للغاية.
ومع كل ذلك, مازالت الشرعية قادرة على فعل الكثير لهذا الوطن وان الخيارات السياسية مفتوحة؛ وان أقيمت أمامها الحواجز والموانع والتحديات..
الرئيس عبدربه منصور داهية .. ومناضل جسور.. يجيد تغيير مجرى اللعب كلما انفجرت القوى المضادة بمشاريعها التخريبية.
نرجو له أن يعود سليما معافى بإذن الله تعالى.