صراحة لا يكفي ان نمر مرور الكرام ونكتفي بخبر عن وفاة المناضل والصحفي الكبير الاستاذ احمد حسن العقربي خاصة واننا عشنا معه سنوات في صحيفة ٢٢ مايو اثناء بقيادة الاستاذ الدكتور محمد علي ناصر رئيس التحرير عميد كلية الإعلام بجامعة عدن حاليا وعملنا معا لسنوات ايضا لذلك كان لازما علي ان اسجل ما اعرفه عن هذا الرجل الفاضل والصحفي القدير والمتمرس الاستاذ احمد حسن العقربي رحمة الله عليه .
- احمد حسن العقربي صحفي من الطراز الأول ورجل الخبر الاول في وكالة انباء عدن سابقآ بل يمثل حالة إبداعية جديرة نادرة وفريده من نوعها ينبغي بان تدرس لطلاب وطالبات كليات الاعلام لما تمثله هذة الشخصية من عمق ومثابرة وإصرار على العطاء المتواصل بصورة يندر تكرارها. - بعد خروجه الاستاذ الفقيد احمد حسن العقربي للتقاعد كان مطلوب للعمل في مختلف الوسائل الإعلامية لذلك فهو لم يتوقف عن العمل إلا فترة مرضه الاخيرة والتي لا تتجاوز اشهر . - الاستاذ احمد حسن العقربي رجل مرح وصاحب نكته وقفشات كان اكثر ارتباطا بالزميل العزيز عبدالعزيز بن بريك الذي كان يطلب منه كان بين الحين الآخر إن يحدثنا عن فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي الذي عايشها الفقيد وكان ذلك اثناء فترة الراحة من العمل في صحيفة ٢٢مايو في عدن بعد الاصدار او في فترة تناول الوجبات إن وكان يحدثنا عن اجتماعات خلايا الجبهة القومية وبعدها التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية ومن ثم الحزب الطبيعي من طراز جديد وما كان يدور في تلك الاجتماعات من نقاشات حماسيه تصل حد اللامعقول واطروحات فيها الكثير من المبالغة التي تصل لدرجة المزايدات طبعا في منظور اليوم بل اذا ما طرح ذلك الطرح اليوم فاقل مايمكن إن يقال عن صاحبة بانه مختل عقليا ويسرد لنا الاستاذ احمدالعقربي رحمة الله عليه بعض الحكايات مع تقليد اصحابها وهم من الشخصيات الكبيرة فهو ينقلنا نقلا مباشراً إلى تلك الحقبة ونحن منصتين حبا في معرفه خفايا واسرار تلك بأسلوبه المشوق الفكاهي احيانا حتى نكاد نشرق من الضحك.
- حين كانت تنقص علينا بعض المواد في الصحيفة وتسبب في تاخير الاصدار ونحن في اللحظات الاخيرة للإصدار فكنا نلجى لشخصين اولهم الاستاذ احمد العقربي اطلب منه ماشئت فهو جاهز للاستطلاع للتحقيق للتقرير الاخباري لاي نوع من انواع الفنون الصحفية وللامانة الشخص الثاني الذي كنا نستعين به إلى جانب كون محرر الصفحة التنظيمية هو الزميل العزيز علي منصور مقراط ولان طبيعة الصحيفة التي كنا نعمل فيها سياسية فكنا نحتاج للزميل بصورة مستمرة وبالنسبة للفقيد الاستاذ احمد العقربي معظم الصحف اليومية والاسبوعية كانت تحتاج إليه ويكون بمثابة المنقذ لها لساعات ما قبل الطبع
- لم اعرف شخص في حياتي عمل في الصحافة مايزيد عن خمسين عام دون توقف وفي سن تجاوز السبعين بحماس ونشاط ابن العشرين وهو الصحفي الوحيد تقريبا الذي اثبت بان الصحفي لا يتقاعد فلم يؤثر عليه خروجه للتقاعد فهو يمتلك خبرات مهنية متراكمة في مختلف فنون العمل الصحفي وأساليبه لذلك جاءت فترة خروجه للتقاعد مع فترة ازدهار العمل الصحفي وظهر كم هائل من الصحف الاهلية والحزبية إلى جانب الصحف الرسمية فكان الاستاذ احمد حسن القربي مطلوب بقوة في سوق العمل الصحفي .
- لعل اهم مايتمز الفقيد الصحفي الكبير الاستاذ احمد حسن العقربي هو بساطتة وتواضعة واتزانه واخلاقه العالية وكفاحة المستميت في الحصول على لقمة عيش كريمة وحرصه على تربية وتعليم اولاده على قيم الخير والبذل والعطاء.
- عموما هناك الكثير ممن عايشوا الفقيد العقربي وممن يعرفون عنه الكثير اعتقد لن يبخلوا في تسجيل و توثيق مايعرفونه عنه وبالذات تجربته ورحلته في العمل الصحفي. رحم الله فقيد الصحافة اليمنية الاستاذ احمد حسن العقربي واسكنه فسيح جناته.