غزة وسقوط الأقنعة

 لقد أسقطت غزة العزة كل الأقنعة فهاهو العالم المتحضر الذي يتباكى على حقوق الإنسان يسقط قناعه وينجلي كذبه وزيفه وهو يؤيد ويبارك قطع الماء والكهرباء والوقود والطعام بل ويشجع العدو الصهيوني على قصف الأطفال والنساء وقتلهم في غزة ،  ويدعمون التطهير العرقي الذي يقوم به العدو الصهيوني . فلطالما اوهمنا الغرب بأنه يحمي حقوق الإنسان في العالم الثالث ، ويقدم المساعدات الإنسانية للشعوب المنكوبة بفعل الحروب أو الكوارث الطبيعية ، لكنكم كذبتم يامن تزعمون أنكم العالم المتحضر ، والصفوة من البشر ، فها أنتم تمدون الصهاينة بأحدث الأسلحة وأكثرها فتكا بالإنسان ؛ لكي يقتلون بها أطفال ونساء غزة ، وهدم منازلهم على رؤوسهم ، دون أدنى وازع من دين أو خجل من ضمير ، إنكم تدمرون مقومات الحياة ، وتقتلون مؤشرات البقاء ؛ إذ تحرقون كل شيء في غزة ثم تمنعون عنها أي مساعدات إنسانية ، بعد أن منعتم عنها الكهرباء والمياه ، ولوثتم الهواء بعد أن فشلتم في منعه عنها ، وبعد ذلك كله تزعمون أنكم العالم المتحضر ، بئس التحضر تحضركم أيها القتلة المجرمون ، لقد انكشف وجهكم القبيح وسقطت عنكم الأقنعة التي كنتم تختبئون خلفها ، بل وسقطت كذلك الأقنعة عن الأنظمة العربية التي عجزت عن إيصال أبسط متطلبات الحياة ومقوماتها إلى غزة العزة ، بل عجزت عن صياغة كلمة واحدة لإدانة هذا الصلف الصهيوني الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب على وجه الأرض . لقد سقطت أقنعة تلك المنظمات الإنسانية التي لم تحرك ساكنا ، ولم تستطع قول كلمة حق في وجه ظالم جائر ، وهي ترى العدوان الصهيوني يقتل كل أؤلئك الأطفال والنساء ، كيف وأنتم تتباكون على الحيوانات إذا مسها نصب ، وتذرفون دموعكم على الشواذ في عالمنا الإسلامي ، وأن حقوقهم مسلوبة ويجب توفير الحماية لهم  ، سقطت أقنعتكم وأنتم تنظرون للمشافي في غزة تحت نيران العدو الصهيوني ، وتخرج عن الخدمة وقد قطعت عنها الكهرباء التي هي شريان الحياة للجرحى والمرضى ، سقطت أقنعتكم وأنتم تنظرون إلى سيارات الإسعاف ، وهي تستهدف وتقصف ، سقطت أقنعتكم وأنتم تنظرون لما يقارب النصف مليون لاجئ من المدنيين العزل ، لقد اسقطت غزة أقنعتكم كلها فانكشفت وجوهكم القبيحة المشوه  ....