التقيت اليوم بزميل عزيز أستاذ ودكتور وهامة أكاديمية من جامعة عدن ولم أتعرف عليه بسهولة فقد تغير شكله كليا وأصبح إنسان متهالك ومحطم وكومة عظام !!! كان يشبه الممثل المصري المرحوم محمود عبدالعزيز الذي قام بدور رأفت الهجان، كان وسيم جدا وجهه أبيض ممتلئ مثل البدر وجسمه رياضي له هيبة ومفتول وعريض المنكبين،كان دائما يهتم بشكله ولا يأتي الكلية إلا بالبدلة الرسمية والكرفتة، كنا نطلق عليه الدكتور رأفت الهجان ...
التقيته اليوم صدفة وهالني منظرة ولم اعرفه منذ الوهلة الأولى، عرفته فقط من صوته!!! فاصبح مثل الممثل المرحوم نجاح الموجي، رجل شاحب الوجه نحيف الجسم، هيكل العظمي يلبس جرم مخطط وسروال وكوفية !!! قلت له ما الذي جرى لكم بروفيسور!؟ هل أصبت بمرض وتغير شكلك كليا لا شر عليك!؟، قال نعم أصبت بمرض الجوع والعوز والقهر أنا وأسرتي !!! تصدق يا دكتور أنني أعمل ليلا إلى الفجر أربعة أيام في الأسبوع طحان كي لا يراني أهل حارتي!!! أنتظر الكهرباء آخر الليل كي أطحن لابناء حارتي والفجر اغلق المحل !!! كل هذا من أجل أن أوفر قيمة الإيجار الذي أثقل كاهلي، والله يادكتور تدمرت نفسيا وشعرت بقهر الرجال وذل كبير وأنا أطحن الحبوب وكأني أطحن عظامي !!! كان أملي استلم ارضيتي في عصل المنصورة وأبيعها وابني لي منزل شعبي يقيني من جشع المؤجرين الذين يريدون الإيجار بالريال السعودي أو الدولار!!! كنت أتمنى أن أحصل على تسوية راتبي (بروفيسور) منذو ثلاث سنوات وأيضا أستلم علاواتي السنوية الموقفة منذو 2011م وأيضا استلم مستحقات النقاش والإشراف لعدد 21 طالبا في الماجستير والدكتوراه كي تساعدني على توفير لقمة العيش لأسرتي الكبيرة !!! كنت أتمنى أن أعيش بين الناس مرفوع الرأس ولكن ذل الدين الذي تراكم جعلني أهرب بجلدي عبر الطرق الفرعية في الحارة كي لا يراني الدائنين ويسمعوني كلام يسم البدن !!!
قلت لزميلي الدكتور الصبر الصبر الصبر ليس لدينا إلا الصبر والدعاء وودعت زميلي الأستاذ الأكاديمي والدكتور البروفيسور وسقطت من عيني دمعة حارة لم أشعر بها !!!
أرجو من الزملاء التكاتف وحضور الوقفات بعدد كبير والإستمرار في الإضراب كي نسمع صوتنا للجهات المسؤولة والمعنية، فقد أهين وهمش الأستاذ الجامعي والموظف من المسؤولين والقادة الفاسدين وبسط على مخططهم الاكاديمي لوبي الفساد وهمشوا وأخذوا مستحقاتهم المالية وعلاواتهم السنوية وتسوياتهم !!!
جامعة شبوة في القمة
نعم جامعة شبوة تتربع في القمة، لانها تحقق نجاحات باهرة على كل الأصعدة، فهي من أفضل الجامعات الناشئة حديثا على الإطلاق، يكفي أنها فتحت كلية الطب والهندسة والحاسوب وهي أهم الكليات ويقال لها كليات القمة التي لم تستطع الجامعات الناشئة فتحها لكلفتها الكبيرة، كما أنها بدأت ببناء الكليات وسور الجامعة وديوان الجامعة بمخططات عالمية راقية وفق أعلى مستوى ... هناك تفاهم وتفاعل وزخم كبير بين السلطة المحلية في المحافظة ورئاسة الجامعة مما أنعكس ايجابيا على بناء وتأسيس الكليات النوعية في جامعة شبوة الأبية وكذلك رفع المستوى العلمي والمعيشي لمنتسبي الجامعة وذلك بصرف مبلغ شهري لكل عضو هيئة تدريسية ومساعدة لا يقل عن 80 الف ريال ويزداد هذا المبلغ من رئيس قسم إلى رئيس جامعة، حيث جعل كل الجامعات الناشئة والجامعة الأم تغبط جامعة شبوة على هذا الأهتمام الكبير والمنقطع النظير بالكادر الأكاديمي والبنية التحتية لهذه الجامعة الشامخة شموخ الجبال ...
تحياتي الحارة لكل منتسبي جامعة شبوة وللسلطة المحلية لمحافظة شبوة التي لم تدخر جهدا في دعم الجامعة دعما ماديا سخيا ودعما معنويا كبيرا، ونشد على ايدي زملائنا في جامعة شبوة على بذل الجهود الكبيرة والحفاظ على هذا الصرح الأكاديمي الشامخ الكبير وتطويره ...
*جامعة أبين