(( التصالح والتسامح في خبر كان))

أنتهى التصالح والتسامح الذي وحّد الجنوبيين ضد مظالم نظام صالح وحقق لهم النصر المؤزر ضد الحوفاش في العام 2015..ولكن الجنوبيون فشلوا في استثمار هذا النصر لتعزيز وحدتهم، وهم اليوم في أسوأ حالاتهم والسبب يعود لممارسات مكون الإنتقالي الجنوبي المناطقيه والإقصائيه التي عصفت بالنسيج الإجتماعي الجنوبي وخسر الجنوبيون هدف استعادة دولتهم التي ضحوا من أجلها بالآلاف من الشهداء.

 

إذا كان هناك من ينتقد ظهور مكونات جنوبيه في المحافظات الشرقيه؛ شبوه وحضرموت والمهره، فعليه ان يدرك ان ذلك نتيجه وأما السبب فهي ممارسات المجلس الانتقالي الجنوبي التي اعادت الجنوبيين الى مربع الإحتراب المناطقي الذي أودى بهم الى باب اليمن في العام 1990.. واليوم تبرز مكونات جنوبيه في مختلف المحافظات وهو تعبير عملي واضح عن عدم رضى الجنوبيين عن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي فشل فشلاً ذريعاً في المحافظة على التصالح والتسامح وشكل منظومات عسكريه واحزمه امنيه وغيرها وحصر منتسبيها في محافظة او محافظتين ولم يدرك اهمية المحافظات التي تشكل العمود الفقري لدولة الجنوب مساحةً وثروةً وكفاءات رجال دوله وظن انه يستطيع اخضاع الجنوبيين بما اكتسبها من قوة وهم الذين لم يذعنوا لنظام صالح وقواته المدعومه اقليمياً ودولياً وكثافة سكانه التي تتجاوز 30 مليون نسمه.

 

طارق صالح في المخا وظف الدعم الذي توفر له توظيف رجل الدوله، نصف قوات جيش طارق من ابناء المحافظات الجنوبيه ليس حباً فيهم وانما استغلالاً لعداوتهم للانتقالي ولإستخدامهم ضد اخوانهم الجنوبيين عندما تحين ساعة الصفر، وهو نفس التكتيك الذي استخدمه نظام عمه صالح عندما غزى الجنوب بالجنوبيين في العام 1994، والذين كانوا يتغنون بالوحدة زوراً وبهتاناً في حين ان قلوبهم كانت تغلي رغبةً في الانتقام من نتائج احداث ١٣ بناير ١٩٨٦، وهو ما حدث واذا كان الانتقالي يرغب في تكرار نفس التجربه فعليه ان يتحمل نتائج سوء التقدير بممارساته المناطقيه.

 

يفتقر مكون الانتقالي الى العناصر الكفوءة وذات الخبرة القادرة على ادراك المخاطر، وقد فشل فشلاً ذريعاً حتى في ادارة محافظة عدن التي حولها الى شريعة غاب للسطو والنهب والقتل وانتهاك حرمات البيوت الشريفه ،الآمنه والمناضله التي فقدت معظم رجالها في الحروب دفاعاً عن الجنوب، فكيف له ان يدير دوله بحجم الجنوب؟

 

من حق كل محافظه جنوبيه اليوم ان تشكل من يمثلها ويحافظ على تماسك نسيجها الاجتماعي ويحمي ثرواتها ومكتسباتها وامنها، فخطر انتشار نهج المجلس الانتقالي سيدخل الجنوبيين في اقتتال مناطقي وسيودي بنا الى باب اليمن للمره الثانيه والاخيره تماماً كما كانوا السبب في ادخالنا في وحده غير منظمه في العام 1990 بسبب فشلهم في ادارة الدولة.. الحل المرحلي مؤقتاً هو ما تم التوافق عليه في مخرجات الحوار الوطني حتى يستعيد الجنوبيون تماسكهم مرةً اخرى ويتجنبوا الانزلاق في اقتتال مناطقي وهو ما يسعى اليه ويغذيه اعداءهم المبتهجين بممارسات الانتقالي.