من غير نوف..كيف نامت المدينة؟

كيف قضت المدينة ليلتها الأولى بدون " نوف " كيف يمكن للمدينة التي عشقت نوف وعشقتها نوف بكل صبابة أن تسترخي على خصلات حزن سرمدي يطول مداه.

   لمن تركت نوف ابتسامتها لتنثرها من بعدها على صباحات المدينة المشرقة، واي اشراقة يمكن أن تأتي قلوب محبيها بعد ليل الأحد المفجع .

  عرفت نوف عبدالرحمن طفلة شقية تطل علينا من نافذة مقيل والدها توزع ابتسامتها علينا نحن مرتادوه وتنثر قفشاتها ثم تعمل ايماءتها ليدرك والدها العزيز ماذا تعني بتلك الايماءة.

   كم هو صعب رحيل الفجأة للزهور اليانعة المتعلقة بالحياة بشغف .. نوف ذات الاربع وعشرين عاما خريجة جامعة القاهرة، التي شردتها نزغات شياطين الحرب في بلادها، الباحثة عن وطن آمن لاحلامها ومستقبلها تغادرنا قبل أن تجد إلى ذلك سبيلًا.

   عصية هي الكلمات عن البوح بمكنون حجم الحزن الذي سيطر على القلوب، برحيل نوف عبدالرحمن اللحجي، ومتحجرة هي الأحرف في المآقي تسابقها العبرات الخانقة، لكنها مشيئة الأقدار وحكمة المولى عز وجل في خلقه.

   نسال الله تعالى أن يجعلها شفيعة لوالديها، وان تحتل مرتبتها في الفردوس الاعلى من جنان الرحمن، ولا نقول إلا ما يرضي الله.."إنا لله وإنا إليه راجعون"