‏رسالة للانتقالي 

ساره عبدالله حسن

 

.. أعلم اني سأدفع ثمنها كثير من التخوين و لن تكون المرة الاولى لمهاجمتي لكني لن أبالي . 

‏فقد انتقدت الرئيس السابق علي صالح و انتقدت الاخوان و الحوثيين ، و صمتُ كثيراً امام ما يفعله الانتقالي ، لكن لن أصمت بعد اليوم .

‏اقول للانتقالي .. فرق بين من يكون مشروعه دولة و بين من هو مشروعه سلطة ، من يريد دولة سيؤسس لها باعادة تأهيل المؤسسات و محاربة الفساد ، باعطاء المواطن ابسط حقوقه عبر توفير الخدمات ، بالاهتمام بالتعليم و انشاء جيل يبني مستقبل واعد ، و جعل جزء منهم مؤهلين عسكرياً لحماية الارض و المكتسبات ، أما تناسي كل هذا و ايجاد المبررات لعدم تحقيق ذلك و التعذر بالدولة العميقة ( التي أصبح الجميع شريك فيها ) فهذا دليل ان مشروعك سلطة و ليس دولة ، سلطة تتقاسمها انت و مواليك و عشيرتك، تفضحها ملايين الدولارات التي جنيتوها من بعد الحرب بينما شعبكم يموت جوعاً ، و لم تستطع كشريك في السلطه ( وافق على تولي وزاره الكهرباء ) و بيدك موارد عدن و دعم التحالف ، لم تستطع حتى توفير الكهرباء للشعب ، بل كنت أول عصا تضرب الشعب اذا فكر بالتظاهر لتحسين معيشته، في حين يضربه إعلامكم بعصا التخوين و تشويه مطالبه المشروعه ، فلا تتفاخرون بانكم بنيتم جيشاً من ابنائنا ، و جعلتم هدف شبابنا ان يصبح جندياً يستلم الفتات، لان ابواب العمل و التعليم اغلقت في وجههم ، لا تتفاخرون باعدادكم لجيل من العسكر اقصى احلامهم هي الالف الريال ، فمنها تسد حاجتهم و منها يصبّرون بها انفسهم حتى استعادة دوله لا يدرون كم تحتاج بعد من السنين لا ستعادتها ، و أوجه كلامي هذا للانتقالي لاننا قد انتقدنا الشرعية و باقي الاحزاب اليمنية منذ سنوات و لا فائدة،و كنتم انتم الأمل لتغيير الأوضاع و تحسين وضع الناس في الجنوب على أقل تقدير ، فاذا بكم تريدون من شراكتكم مع الشرعية المغانم و المناصب و تتهربون من تحمل المسؤولية،و تجدون المبررات تلو المبررات لفشلكم بينما في الواقع صرتم شريكاً في الفساد و المحسوبيه و القمع و تمارسون كل ما ثار شعبنا العظيم ضده !!

‏لا تتفاخرون بجيش من المغلوبين على أمرهم و أحلامهم ،فهذا الجيش لم يعمل حتى اللحظة لاستعادة دولة بل لحماية الفاسدين و لحماية عروشكم، و ليكون ورقتكم التي تبتزون بها الاخرين للحصول على مزيد من المناصب و المصالح الخاصة التي تعزز سلطتكم ، نسيتم ان السلطة زائلة و الوطن باق و انكم لو استعدتم الوطن لكسبتم بعدها السلطة،لكن لو بقيتم هكذا تلهثون وراء السلطة فستخسرون كل شيء و هذا مصيركم قريبا،لانكم في مقام لستم اهله .