للرئاسات وقيادة الحكومات إخلاقيات تأخذ مجرى القانون غير المكتوب ، أهمها قطع الزيارات الرسمية الخارجية حال حدوث كارثة طبيعية، أو حتى مس كهربائي يشعل حريقاً يودي بكثير من الضحايا.
في اليمن كارثة حقيقية ،عملة تنهار وتبيد معها مئات ألوف البشر، في قوتهم وصحتهم وعجزهم عن العيش حتى في قاع الفقر، وفق شروط الحد الأدنى من الإحتياجات ، ومع هذا لا رئيس مجلس قطع زيارة خارجية وهي كُثر ، ولا رئيس حكومة ولا أياً من مجلس القيادة فعل ذلك.
الفاجعة حتى أصحاب المشروع السياسي الإنتقالي الممثلين بالسلطتين السيادية والحكومية، لم يرفعوا نقطة نظام واحدة أو يسجلوا موقفاً حقيقياً على الأرض ، يعلن للجموع المستنفرة المضارة بخبزها: نحن وإياكم في قارب واحد ، وإليكم أيها الجياع مسودة الحل.
من الآخر :
حين يُترك الشعب يكابد بمفرده كل شيء بلا حلول إسعافية وبرامج معالجة طارئة، فإنه لن يفرز أو يخوض عملية البحث في صدقية النوايا ، سيجرفهم كلهم من دون رمشة عين أو لحظة تردد.
الناس لا تأكل من دست بيع الوهم، ولا تخبز لأطفالها وجبة شعارات، ولا تؤجل إحتياجات اللحظة حتى يسقط الحوثي في صنعاء ، أو يُستعاد الجنوب المنهوب من قياداته قبل خصومه أو بإثنينهما معاً.
الواقع يقول نعم هناك إنفصال، ليس بالجغرافيا، بل بالإغتراب عن هموم الشعب ، لا أحد ينتمي لهؤلاء الفقراء ، ولا أحد سيتقي ذات يوم قريب غضبتهم المزلزلة، سيسحقون الجميع وربما في حالة يأس سيحرقون مابقي من بلاد .