تتسارع المتغيرات على الأرض، ويتساءل كثيرون عمّا قد تحمله الأيام المقبلة، خصوصًا مع تعدد القوى الإقليمية والمحلية.
لكن استدعاء أحداث الماضي المؤلمة ينبغي أن يكون للعِبرة، لا لإعادة القلق أو تضخيم المخاوف. حضرموت اليوم أكثر وعيًا وخبرة، وقد تجاوزت مراحل صعبة جعلتها أكثر قدرة على حماية حقوقها وهويتها، ولم يعد من الممكن إعادة إنتاج سيناريوهات الماضي أو فرض واقع لا يقبله أبناؤها.
بل إن أهميتها الجيوسياسية تجعلها طرفًا أساسيًا في أي حل سياسي قادم. وليس من الحكمة نشر الروايات والأخبار التي توحي بضعف حضرموت وكأنها لقمة سهلة الابتلاع؛ فهي قوية بأهلها وبنخبتها، وبرصيدها العلمي والثقافي والاجتماعي، وبما يجمع أبناءها على هدف واحد: أمن حضرموت وكرامة أبنائها.
وفي أي تسوية وطنية مقبلة ستظل حضرموت قادرة على إدارة شؤونها ضمن صيغة تضمن استقلالها المالي والإداري والأمني، وسيبقى أبناءها_ من مختلف الفئات _ الركيزة والحصن المنيع والمستقبل الواعد بالخير.