آخر الصفعات في وجه إيران كانت سيطرة الجيش اليمني هذا الأسبوع على أجزاء من مطار وميناء الحديدة استعداداً لدحر الميليشيات الحوثية بإسناد من قوات التحالف العربي. بدأت عملية إخراج الحديدة من الصراع الشرس، وهذا بحد ذاته إنجاز مُشَرِف لتفكيك قبضة الميليشيات الإيرانية.
اضطربت عصابات الحوثيين بسبب وابل قصف بوارج ومقاتلات التحالف العربي. ميناء الحديدة هو طوق النجاة الوحيد المتبقي بأيدي الحوثيين لتهريب الصواريخ والسلاح. ربما نجح الحوثيون بسرقة عائدات الإغاثة وتهديد الملاحة الدولية ونشر القناصة داخل الأحياء وزرع الألغام بصورة عشوائية، إلا أن القرار الحاسم جاء هذا الأسبوع لوضع حد صارم للعدوان الأهوج على الإنسانية.
وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش، كان واضحاً في شرح أهداف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. التحالف اتخذ خطوة حاسمة لحماية المدنيين في الحديدة، فهم يرفضون أن يحكمهم “متطرفون” تدعمهم إيران.
أما مطار الحديدة والأراضي المحيطة به فقد حولهما الحوثيون إلى معسكرات لميليشياتهم الإرهابية. لا شك أن بدء تحرير مطار الحديدة سيحقق ثلاثة أهداف رئيسة: السيطرة على خط كيلو 16 وهو الطريق الرابط بين الحديدة والعاصمة صنعاء، وقطع إمدادات الحوثيين من هذا الطريق، وتضييق الخناق على وسط مدينة الحديدة ومينائها.
كالعادة، نفت طهران إمدادها الحوثيين بالأسلحة والمعدات القتالية. إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كشف في تقرير قدمه لمجلس الأمن الدولي عن حقائق هامة سبق وأن أكدتها الرياض؛ طهران متورطة في دعم الميليشيا الحوثية بالأسلحة التي تستهدف الأراضي السعودية.
لا مجال لإيران لنفي هذا الاتهام، بقايا الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في اليمن على السعودية منذ يوليو 2017 تحمل بصمات طهران في تصميم وتصنيع هذا النوع من الصواريخ. نعم هي نفسها الصواريخ التي نفى الحرس الثوري الإيراني بكل وقاحة أن طهران هربتها للحوثيين في اليمن.
المؤامرات الإيرانية مستمرة على أكثر من صعيد. القضاء السعودي كشف مؤخراً عن محاكمة وإدانة سعوديين متورطين بتأسيس خلية إرهابية والتخابر مع إيران. جندت طهران هؤلاء “الصغار” ودعمتهم ومولتهم للتجسس على السعودية. كل هذا تم بالتعاون مع عناصر إيرانية بسفارة طهران في الرياض وقنصليتها في جدة. حتى البحرين لم تسلم من مؤامرات طهران.
خبراء منظمة الأمم المتحدة أكدوا العثور على أسلحة في سفينة بالبحرين تحمل موادا صُنعت في إيران. تأكيد الخبراء لكل هذه الحقائق قاد إلى نتيجة واحدة، وهي أن تحرير اليمن سيحقق هدف العملية العسكرية لدول التحالف العربي كما يحقق الأمن والسلام للمنطقة بأسرها.
ماذا بعد الحديدة؟ الحكومة اليمنية رحبت بالجهود لإيجاد حل للأزمة التي تشهدها البلاد منذ انقلاب الحوثيين. أما الميليشيات الحوثية فهي تواصل تعنتها في تسليم الحديدة. إذاً ليس أمام الحوثي إلا مخرج واحد وبما يتوافق مع المرجعيات الثلاث المعترف بها دوليا. الحل يتمثل في مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي خاصة القرار 2216.
الصورة واضحة؛ الميليشيات تلقت ضربات قوية في صعدة والحديدة، والجيش اليمني وقوات التحالف يحققان الانتصارات المتتالية. الهدف تحرير كامل الأراضي اليمنية من الاحتلال الإيراني لإنقاذ الشعب اليمني ولإعادة اليمن وشعبه إلى الاستقرار والأمان.