استقبل المواطن اليمني في العاصمة المؤقتة (عدن) وصول فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية استقبالاً يليق برئيس اثبت خلال السنوات الأربع الماضية منذ انقلاب المليشيا الحوثية الايرانية انه صمام أمان البلاد في الحرب والسلم.
جاء فخامة الرئيس إلى عدن، واخبار الانتصارات العسكرية الملهمة في جبهة الساحل الغربي لتحرير محافظة الحديدة من ربقة المليشيا الانقلابية، ليشرف عن قرب مكاني من العاصمة المؤقتة عدن على العمليات العسكرية في هذه الجبهة الحساسة والمنتصرة بسواعد الجيش الوطني والمقاومة إلى جانب تفعيل مختلف الجبهات الحيوية لمواجهة هذا الانقلاب.
لم يخف المواطن في عدن فرحته وفخامته يشاركه أفراح عيد الفطر ويتلقى التهاني من جميع الفئات العمرية والجهوية نيابة عن كل مواطن فيها، وما مشهد فخامته للطفلة التي جاءت لمعايدته إلا تعبير عن أسمى تجليات الفرح اليمني والوهج العدني لمدينة ارسلت رسائل النصر والتحرير كأول مدينة محررة من الانقلاب وعنواناً لعودة الحياة والسلام سيسود الوطن ولمستقبل آمن وزاهر وكان لقاء الطفلة والطفل بفخامته يوم العيد يعبر عن لوحة للمستقبل القادم لليمن الاتحادي الجديد سيكون أبناء هذا الجيل الناشئ سواعده البانية وأعينه الحامية وقلوبه المؤمنة لبقائه ونمائه.
يعلم فخامة الرئيس هادي ان عدن مفتاح ذهبي لصناعة المستقبل الجديد لليمن بما حملته من تراث وطني حضاري ومدني حاضر في الذاكرة وعابر للتأثير في كل مناطق اليمن، وان هذه المدينة التي اصبحت عاصمة الانتصار على أعتى حكم كهنوتي يحمل مشروعاً طائفياً بدعم من ايران يطيح بالتراث الوطني للجمهورية وبناء الدولة الوطنية ويعيد عجلة التاريخ لعصر الائمة المظلم، فعدن هي محط آمال كل اليمنيين لبناء اليمن الاتحادي الجديد.
العاصمة المؤقتة خلال ثلاث سنوات من تحريرها من ربقة العدوان الحوثي وغيرها من المدن المحررة قد شهدت سلسلة من الجهود والاعمال الحكومية وغير الحكومية لانتشالها من تداعيات الحرب وتطبيع الأوضاع فيها وإعادة وتقديم الكثير من الخدمات المرتبطة بحياة الناس ومجابهة تحديات اساسية كأزمة الكهرباء وضعف بعض الخدمات وصرف رواتب العسكريين والشهداء وغيرها من المسائل التي تتراوح بين والانجاز والإخفاق.
لذا فان فخامته لامس هذا الجرح في كلمته امام اجتماع مجلس الوزراء الأخير بالتأكيد ان فشل أي مسؤول أو تقاعسه عن أداء مهمته وحصول عدد من الأزمات المفتعلة أو عدم القدرة على معالجتها ينعكس مباشرة على الرئيس نفسه وعلى الحكومة ورئيسها، وفي ذلك اشارة تحذيرية لكل مسؤول تقاعس عن أداء مهمة أو فشل في تحقيق خدمة أو مهمة أو اختلق مشكلة أو أزمة، فان محاسبته تكون بقدر تقصيره في عمله تشويهه لصورة الرئاسة والحكومة، وعليه فان الواجب يتطلب التغيير لأمثال هؤلاء، لانه كما توحي اشارة فخامة الرئيس بان العاصمة المؤقتة عدن وبقية المناطق يجب ان تكون مثالاً للنجاح لا الإخفاق وان الرأي العام الداخلي وأيضاً الخارجي ينظرون للمناطق المحررة دائماً بعين ناقدة لانها مثال للدولة المستقرة صاحبة الشرعية القائمة، على عكس المناطق الواقعة تحت حكم المليشيات الحوثية والمطابقة جارية على قدم وساق.
من هنا كان فخامة الرئيس حازماً في التعامل مع هذه المسألة الوطنية مهمة انجازمهام توفير الخدمات الاساسية واستتباب الاستقرار والأمن، ملوحاً بان أي تقصير متعمد أو أداء غير فاعل في عدن وبقية المناطق المحررة يمثل مسألة سيادية تمس واجهة الدولة لفخامته شخصياً والحكومة ورئيسها، ولذلك فعلى جميع المسؤولين تحمل هذه المسؤولية الوطنية بروح سيادية وعدم التهاون في تنفيذ المهام والواجبات والمسؤوليات مهما كان.
كان حضور الرئيس إلى العاصمة المؤقتة (عدن) هو حضور للانجازات وهذا ما ظهر جليا في افتتاحه للمشروع الاستراتيجي (شركة عدن نت) الحكومية ، وكان تواجده أيضاً مناسبة لتلمس حالات المواطنين في المحافظات بلقائه بالمسؤولين فيها وان كل النشاطات الرئاسية في عدن تصب في مجرى اعطاء الصورة الناصعة للدولة والشرعية في ظل هذه الظروف العصيبة من تاريخ الوطن.
عدن وأبناؤها الشرفاء يحتضنون زيارة فخامة الرئيس بقلوب الأمل، ويرون في مكوثه الرئاسي فيها مؤازرة لكل الجهود التي تبذلها الحكومة والجهات الرسمية والمنظمات المجتمعية في سبيل تطوير مستوى توفير الخدمات الاساسية واقامة المشاريع الحيوية.
عدن كانت ولازالت الحضن الدافئ لهادي الرئيس والانسان وستظل حضناً دافئاً لوطن اليمن الاتحادي القادم.
* افتتاحية 14 أكتوبر عدد الأحد