د.باصرة ياحكومة 

 د.باصرة ياحكومة 

     كل من يعرف د.صالح باصرة يعرف تماما عزة الرجل وشموخه..واحتفاظه القوي بقيم انسانية عظيمة تكاد تنقرض في محيطنا الاجتماعي. فالرجل قامة علمية كبيرة، وثقافته موسوعية ومتعددة، وهو مرجع أكاديمي فريد في مجال تخصصه التاريخي في بلادنا. لن أضيف شيء الى ماعرف عنه عند سواد الناس من اقتدار كبير وحنكة إدارية مشهوده له خلال توليه مواقع قيادية كثيرة من أهمها ، رئيسا لجامعتي عدن وصنعاء ووزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي...الخ. ولعل د.باصرة من القلائل الذين كانت لهم مواقف مشرفة ومتوازنه في منعطفات مهمة وحساسة من تاريخنا المعاصر .. ويكفي ان أذكر موقفه الصلب عندما استوعب كل الكوادر الجنوبيين للعمل كأساتذة بجامعة عدن ورفض استبعادهم كما فعلت جميع المؤسسات والدوائر الحكومية بعد حرب احتلال الجنوب عام 1994م، وأصر على انضمام كوادر الجنوب للجامعة رغم حساسية هذا القرار على منصبه حينها ومااثاره من موجة معارضة ضده من رموز بالنظام الحاكم آنذاك. كما ارتبط أسم باصرة وداع صيته لاقترانه بالتقرير الاشهر في ملف مكافحة الفساد في بلادنا (تقرير باصرة وهلال)، الذي شخص وحدد بدقة وشجاعة مكامن الفساد ورموزه وهو ماجعل حياته مهددة من عتاولة النفوذ والفساد وقتذاك. لباصرة مواقف انسانية ووطنية كثيرة لايتسع المجال هنا لحصرها وذكرها..ولم يحاول الرجل ان يستغلها أو يمنن بها على أحد ولم يركب الموجة كما فعل الكثيرين ليحصل على مكاسب سياسية أو يحصل على منصب رفيع بالدولة..، فهو أكبر من أي منصب وأي كرسي. ومايحز في النفس اليوم هو حالة الاهمال والنكران لهذه القامة الاكاديمية والوطنية الكبيرة بلغت أوجها ونحن نراه وهو يعاني ألام المرض بصمت وعفة نفس ولا نحرك ساكنا. فحالة الجحود تجاه الرجل تثير لدينا الاسى من مساحة الخذلان التي نواجهها .. فالرجل لم يناشد احد ولم يطالب بشيء..، فعزة نفسه أسمى من ذلك بكثير..ولكن على الحكومة وزملائه وطلابه وكل من عرفه عن كثب ممن يتبؤون حاليا مناصب رفيعه بالدولة ان يبادلوا الرجل بشيء من الوفاء ويجزوه الجزاء الذي يستحقه من التقدير والتكريم. اننا ندعو الحكومة الى تكريم د.باصرة بارفع الاوسمة التي يستحقها والعمل على توفير متطلبات سفرة للعلاج بالخارج..وذلك كجزء بسيط جدا مما قدمه الرجل للعلم والوطن..اللهم اني بلغت..اللهم فاشهد. 

                                                                                                                                       كتب/ نصر بن مبارك باغريب