رغم الانتصارات المتلاحقة التي تحققها قوات الشرعية اليمنية بمساندة قوات التحالف العربي على كل الجبهات فإن الحل السياسي مازال هو الأساس لحل الأزمة اليمنية، وما توجه مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث إلى عدن في مرحلة أولى ثم إلى صنعاء محاولاً إيجاد صيغة يمكن معها البناء وصولاً إلى حل شامل يوقف العبث الحوثي - الإيراني في اليمن.
الحرب في اليمن لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، لابد لها من نهاية، تلك النهاية مرهونة بعودة اليمن إلى حاضنته العربية الذي هو أصل فيها، لا يمكن الوصول إلى حل سياسي ولا تزال إيران هي المتحكم عبر حليفها الحوثي فارضة سياستها التوسعية على حساب الشعب اليمني وحاضره ومستقبله والمغلوب على أمره من قبل الانقلابيين، فالحل السياسي الشامل ليس بالأمر الذي يمكن التوصل إليه في ظل الظروف التي يعيشها اليمن، ولا يمكن الوصول إليه في ظل تعنت الانقلابيين واستعدادهم للتضحية بالمزيد من أبناء اليمن في سبيل إطالة أمد الحرب التي يعرفون قبل غيرهم ما ستؤول إليه، مما يؤكد عدم مبالاتهم باليمن وشعبه في سبيل تحقيق أهداف حليفهم وموجههم الأول إيران، ولو كان للانقلابيين إحساس عروبي صادق كما نعرف عن أهل اليمن لما قبلوا أن تتشدق إيران بسقوط صنعاء تحت وصايتها، ولكنها المصالح الضيقة من يتحكم في أولئك الانقلابيين، مصالح الزعامة والتسلط على رقاب شعب حر أبي هي من قادتهم ليكونوا تابعين لا يملكون قرارهم رغم معرفتهم بمصيرهم.
دائماً ما يتم التأكيد على الحل السياسي في الأزمة اليمنية وهو بالفعل الحل الأمثل عندما يكون خاضعاً للمصالح العليا لليمن والتي من الواضح تماماً أنها لا تعني الحوثي لا من قريب ولا من بعيد.