خالد قايد صالح
يروق لكثير من أهالي الأطفال ان يصفوهم بالرجولة والشجاعة متذ سني اعمارهم الاولى، وهذا ديدن كل الاسر تقريبا، حيث يطيب لهم ان يطلقوها على ابنائهم بكل نشوة واقتخار ..وهذا امر لايزعجنا البته، بل ونشجع عليه، لتنشئ الاجيال حاملة اجمل الصفات التي تميز الذكر وهي صفات الرجولة.
لكن ماهي الرجولة التي يجب علينا ان ننميها في سلوك أبنائنا ونفاخر بها وننتشي حينما تبدو ملامحها على سلوك احدهم . هل الاعتداء على الجار ونهب الممتلكات الخاصة والعامة وحمل ورفع السلاح في وجه الضعيف واطلاق النار دون سبب من الرجولة ؟ هل إهانة الكبار والنساء وتحقيرهم من الرجولة ؟ هل عقوق الوالدين وضربهم او شتمهم من الرجولة ؟ هل اهانة الاخ وقطع صلة الرحم من الرجولة ايضا ؟ هل استلام الرشاوى وأكل أموال ومعاشات الناس وحماية المتنفذ الظالم وهل احتكار السلع ورفع الاسعار والتلذذ بمعاناة الناس وفقرهم واحتياجاتهم وجوعهم من الرجولة ؟ هل الخيانة والظلم والكذب وشهادة الزور والابتعاد عن تعاليم الدين الحنيف من الرجوله ؟ وهل وهل وهل كل مانلمسه ونشاهده أمامنا يوميا من منكر يقوم به البعض من الرجولة أيضا ؟ إن كانت هذه هي الرجولة فلابارك الله بها ولا برجال يسلكونها .
إن الرجولة التي اعرفها وتربيت انا وكثيرين من أبناء جيلي عليها هي مانصت عليه بوضوح شريعتنا الإسلامية السمحاء ، من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الرجولة في طاعة الوالدين وإحترام الجار ونجدة الملهوف ونصرة المظلوم واكل الحلال والتصدق على الفقراء واحترام وتبجيل الكبار والعطف على الصغار ، وصيانة العرض والحفاظ على صلة الرحم وستر الاخوات والقريبات والذود عنهن ورفض الظلم ايا كان وممن كان واحترام الصداقة والاخلاص لها وحب الوطن والذود عنه والتضحية لاجل سلامته وحريته واستقلاله .
الرجولة ليست إستعراض اسلحة و عظلات وأفعال مشينة تسقط فاعلها من قائمة الرجال الى ادنى مستوى في سلم المخلوقات الحشرية ولن اقول الحيوانية فلبعض الحيوانات صفات ترتقي الى اعلى مستوى من مراتب الرجولة المزيفة .
لهذا علينا وعلى كل اسرة _ باعتبارها عربة للنقل الاجتماعي _ تنقل القيم والأخلاق والثقافة والسلوك الحسن _ ان ننمي الرجولة الحقة في ابنائنا خلال تنشئتنا لهم وهي التي سنفخر بها يوما ما وباننا زرعناها فيهم ولن نندم .