ميناء الحديدة .. حذار من " التقية " الحوثية !

طأطأ الحوثيون رؤوسهم أخيرا  لمعركة مطار الحديدة التي انتهت حتى الآن بتحريره ومحاصرة الميناء عقب تكبيدهم عشرات القتلى والأسرى والجرحى في هجوم كان ناجحا بكل المقاييس رغم شهور من تحضيرات الحوثي الدفاعية .

الجديد هو ما أشيع عن موافقة الحوثيين على أمر سبق ورفضوه بالمطلق وهو وضع ميناء الحديدة تحت الإدارة والإشراف الدولي ، وهو طلب كان  التحالف العربي قد طرحه غير أن الأيرانيين ممثليين بالحوثيين رفضوه  .

رويترز قالت  أن  المبعوث الأممي في اليمن تلقى موافقة حوثية بإشراف الأمم المتحدة على الميناء ، وهو ما نفاه  - كالعادة - محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للميليشيا ، ومن أجل ذلك ، فإن معركة مدينة  الحديدة ، وكما قلنا في مقالنا السابق ، ربما  لن تكتمل في الظروف الراهنة ، حيث لم تتضح بعد معالم ما يجري ولا تفاصيل هذه الخطة التي رحب بها التحالف من حيث المبدأ   .

ونذكر هنا ، بأن الحوثيين ، وفي غمرة خداعهم الذي هو دأبهم ، زعموا  بأنهم طرحوا  فكرة إشراف الأمم المتحدة على الإيراد المالي للميناء دون إدارته ، وهو ما رفضه التحالف في حينه ، فهل المراوغة و" التقية "  تستنسخ نفسها هنا  ؟؟ .

 التحالف العربي ، من جهته ، يعي كل هذه الألاعيب الإيرانية ويدرك بأن تحرير الميناء  هو هدف استراتيجي لا يمكن التفريط به   ، لأن بقاءه  تحت السيطرة الحوثية ، وكما قال وزير الخارجية اليمني يعرض الساحل الغربي وحرية الملاحة  ودول المنطقة للخطر  .

 لقد انتصرت الشرعية اليمنية والتحالف العربي على العصابات الحوثية الإيرانية  في مطار الحديدة وغدا في الميناء وبعد غد في المدينة إن لم يقف الغرب حائلا دون ذلك لدعاوى إنسانية من خلال ضغط  يصب دائما في صالح الحوثيين ،  والأمر قد يتطلب أياما وربما أسابيع قبل أن تتضح الصورة أكثر ،  والخوف هو أن تكون الموافقة الإيرانية على إدارة الأمم المتحدة للميناء - إن صحت - خطة مدروسة لكسب الوقت بالإمكان التراجع عنها في أي وقت ، وهو ما شهدناه مؤخرا من نفي البخيتي ،  وإذا قال قائل : كيف سيحدث ذلك والأمم المتحدة هي طرف مباشر في أي اتفاق فنقول :  إن الحوثيين لم يقبلوا قرارات مجلس الأمن نفسه بشأن اليمن فهل سيلزمهم اتفاق مع مارتن غريفيت  ؟ .