أمسية رمضانية بحضور السيدو و أنتوني بس.

حضرت مساء أمس التاسع من رمضان الموافق ١٤ مايو، الأمسية الرمصانية التي أقامتها مدرسة الشهيد العبيدي للتعليم الأساسي في مدينة الشيخ عثمان - عدن.

وفي بداية الأمسية رحبت الأستاذة أشواق طه مديرة المدرسة في كلمتها بالحضور، واشارة إلى أهمية هذه اللقاءات والفعاليات التربوية الثقافية، إضافة إلى الدور الوظيفي التربوي التعليمي الذي تقوم به المدرسة.. كما تحدث عدد من الأساتذة يتقدمهم الكاتب الصحافي نجيب يابلي، عبد الجبار نويصر، الفنان المسرحي عمر مكرم، الكابتن علي مرشد عقلان، الكابتن محمد علي الشلن، معاذ جُمّن، علي العودي مدير الإعلام التربوي في مكتب التربية والتعليم بعدن وآخرين، مستعرضة كلماتهم مقتطفات من التاريخ المدني للشيخ عثمان، في قطاعات التعليم، الرياضة والمسرح..

وقدمت في الأمسية التي حضرها نخبة من الشخصيات الوطنية التربوية، الثقافية، والإجتماعية وفي مقدمتها الأستاذ خالد سيدو مدير عام مديرية صيرة، وجمع من هيئة التدريس وأولياء أمور التلاميذ، فقرأت غنائية قدمها الفنان الموجه التربوي لمادة الموسيقى عبدالعزيز مقبل والفنان أشرف حبيب..

وتكللت الأمسية بالنجاح وأستحسان الحاضرين، على الرغم من أن بعض الأحاديث مع تقديري الكبير لأصحابها، تورد معلومات مهمة وإن كانت مكررة ولكن الإسهاب والتطويل يفقدها في أحايين كثيرة عنصر التشويق والمتابعة، حتى وإن كانت في ندوة علمية.. وتنتاب البعض من النخب التربوية المثقفة حالة من الملل، للظرف المحيط بالمتلقي الحصيف!

ولكننا نشيد بهذه الأمسية والمشاركين فيها ونترحم على أرواح رائدات التعليم في عدن، ومن أنشؤوا وأسسوا هذا الصرح التربوي لتعليم الفتاة والأول على مستوى الجزيرة العربية كلها، والذي تأسس عام 1941م، على النفقة الخاصة لأمبراطور التجارة في عدن السيد انتوني بس ومن سعوا بكل جد ومحبة لتعليم الفتاة منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، وفي مقدمتهن الأستاذة التربوية القديرة نور حيدر .
والسيد الفرنسي أنتوني ايدن المولود في 26 يونيو 1877 كاركاسون - فرنسا والمتوفى في 2 يوليو 1951م، وارتبط إسمه وتجارته العالمية باسم عدن لأنه أحبها وقدم لها الكثير من خدماته الانسانية الجليلة على نفقته الخاصة، عرفانًا لهذه المدينة التي أوهبته حبها، ونذكر منها لا للحصر:
- إنشاء معهد الفني التقني في المعلا.
- إنشاء مركز البس لتأهيل وتدريب المعلمات في الخليج الأمامي بكريتر.
- بناء مستوصف البس الخيري.
- بناء مدرسة ابتدائية للبنات في حي الطويلة بكريتر.
- بناء المدرسة الشمالية لتعليم البنات في الشيخ عثمان - العبيدي - لاحقًا.

وها أنا ألتقي في صرح تعليمي بناه هذا الرجل الفرنسي الأصل والعدني المحب للمدنية وللسلام بطيف شخصه الكريم، وأتخيل هاجس هذا الإنسان وشغفه الودود وتطلعاته اللامحدودة لتصل الفتاة العدنية إلى أرقى سلم المعرفة والعلم .. اليوم، ووجب علينا أن نقرأ على روحه السلام ونحيي ذكرى خدماته الفاضلة، بشموخ هذا الصرح التعليمي الكبير والتاريخيّ العريق ليعيش بيننا أنتوني أيدن، ونمدُّ جسور الثقافة والسلام بالعلم والمحبة الذي أسس لها هذه الصروح التي أضحت من معالم التربوية والتعليمية في عدن.


* رئيس مكتب عدن الإقليمي لمنظمة التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات AIDL الفرنسية.