متطلبات معركة السلام في اليمن

بالتوازي مع الجهود التي تبذلها السعودية لتوحيد صفوف القوى اليمنية المناهضة لمشروع ميليشيا إيران، وإعادة ضبط بوصلة المعركة تتواصل التحركات الإقليمية والدولية الضاغطة لتحريك عجلة التسوية السياسية، استناداً إلى النتائج المحققة في اتفاق استوكهولم بشأن انسحاب الميليشيا من موانئ ومدينة الحديدة.

 

جولة جديدة

 

ومع تسلم الجنرال أباهيجيت جوها مهام عمله رئيساً لبعثة المراقبين الدوليين في الحديدة وإعلان الميليشيا استعدادها للسلام وتنفيذ كل بنود اتفاق استوكهولم بشأن الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، فإن الدول الراعية للتسوية في اليمن بدأت التحضير لجولة جديدة من المحادثات ينتظر أن تتولى مهمة مناقشة الحل السياسي الشامل استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها وهي قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، خلافاً لسلفه لوليسغارد، وأول رئيس للجنة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت (استمر شهراً واحداً)، اللذين تزامنت مهمتهما مع تعقيدات شديدة، يأتي الجنرال الهندي في ظل بوادر تهدئة في اليمن.

 

وامتداداً للموقف الذي عبر عنه الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع في السعودية بشأن مبادرة الميليشيا بوقف استهداف أراضي المملكة ودعوته جميع اليمنيين لمواجهة المشروع الإيراني، فقد رحب القيادي في ميليشيا الحوثي حسين العزي والذي يشغل موقع نائب وزير خارجية حكومة الانقلاب بتصريحات الأمير خالد بن سلمان واعتبرها مؤشراً إيجابياً وإضافة لصوت السلام والعقل.‏

 

ولأن للسلام استحقاقاته ومتطلباته فإن استكمال تنفيذ بنود اتفاق استوكهولم بشأن الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة وفقاً لآلية تنفيذ الاتفاق التي أبرمت مع بعثة الرقابة الدولية وتبدأ بالتحقق من هوية قوات خفر السواحل، التي انتشرت في الموانئ الثلاثة الحديدة والصليف ورأس عيسى، وأنهم من الملتحقين بهذه الوحدات منذ ما قبل الانقلاب مروراً بحقول الألغام والتأكد من نزعها وتدميرها وصولًا إلى فتح المعابر وإزالة المتارس وعودة النازحين إلى مساكنهم.

 

3 جبهات

 

ومع مواصلة القوات التوغل في عمق محافظة صعدة من ثلاثة اتجاهات فإن الحقائق على الأرض تؤكد بجلاء أن الميليشيا تعيش أوضاعاً عصيبة وتواجه مأزقاً في حشد المزيد من المقاتلين والإنفاق على الحرب التي شنوها على الشعب اليمني، وأنها تسعى لاختلاق بطولات وانتصارات زائفة بهدف رفع معنويات أتباعها وإيهام الرأي العام أن قبولها بالحل السياسي لم يكن نتيجة تضييق الخناق عليها.

 

مخرجات

 

يُعَدّ اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة، أبرز مخرجات جولة مشاورات رعتها الأمم المتحدة، في السويد، واتُّفق خلالها على وقف إطلاق النار في المدينة التي تحتل أهمية استراتيجية، وتضم الميناء الرئيسي الذي تصل إليه أغلب الواردات والمساعدات الإنسانية إلى البلاد.