قد يرى البعض إني سوف أبالغ في توصيف مشهدين يُكادا يكُونا مُتشابهين في الفعل ولكن مُختلفين في التوقيت، غير إن الواقع وما عايشتهُ بنفسي وما شاهدتهُ بأم عيني وما اشعر بهِ كمواطن يمني يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك إننا في زمن مليشيات انقلابية مُنفلتة، فالوضع لا يحتاج للمُجاملة والتجميل، إذا ما استمر على هذا الحال فإنهُ يرمى إلى المجهول, ولكن عندي يقين قاطع من إن فخامة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي ومعه الخيرين والحريصين على اليمن من أبنائها ممن يمتلكون القدرة والفعالية والاتزان الشعبي سوف يبذلُوا الجهود من أجل الخروج باليمن وأهلها من حالة النشاز هذه وبالتالي الحفاظ على كرامة الشعب اليمني . وعطفاً على ما أسلفت وأعلنت أقول: انقلبوا على الوطن وباعوه في أسواق النخاسة السياسية, دمروه ومارسوا هوايتهم في القتل والتدمير والسلب والنهب, خلقوا حالة من الانقسام المجتمعي, وفرضوا آراؤهُم بقوة السلاح ومارسوا المنطق المليشياوي والتحريض هنا وهناك, وافتعلوها حرباً دينية وطائفية مذهبية هناك, وحرب انفصال وتحرير واستقلال هنا,وجعلوها جسراً إلى أهدافهم السياسية ليروا ظمأهم الإجرامي وظمأ كل من يخدمون مصالحة، أجهضوا الأقلام وانتزعوا فتيل الخطر من فوهتها, بالاعتقال والسجن أو الترويض أو الشراء, ومارسوا سياسة الويل والثبور وعظائم الأمور على كل من يُفكر بالإساءة لهم ولانقلاباتهم المقدسة، اغتالوا إرادة الأمة، وهددوا مستقبل الوطن، فلا يوجد في حياتهم الفسيحة غير المعتقلات والسجون والقتل بدم بارد . هناك أعلنوا إنها ثورة جديدة, وهنا أعلنوا النفير العام للتحرير والاستقلال, قرعوا أجراس المعارك هنا وهناك أيداناً ببدء انقلاباتهم على شرعية الوطن, مزقوا اللحمة الاجتماعية للشعب اليمني, وفككوا مؤسسات الدولة الوطنية, واعتقدوا مخادعين إن أفكارهم كافية وإنها مؤسسات قائمة بدأتها, فانتهكوا حقوق الإنسان, وأثاروا الفتن والنعرات الطائفية بين أبناء الوطن الواحد, أدمنوا نظريات التآمر والشعارات الفارغة, وبرروا كل الوسائل للوصول إلى السلطة, اعتبروا الوطن ملكية خاصة بهم على أساس سلالي ومناطقي وطائفي هناك, وتحرير واستقلال واستعادة دولة الجنوب هنا . هناك وهنا لبسوا أقنعة الزيف والكذب, وتصيدُوا حالة السخط الشعبي لخداع الناس وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة, وتشويه الحقائق وتغييبها, استخدموا الحجج الواهية وباعوا الوهم هناك وهنا آناء الليل وأطراف النهار حتى يحققوا مآربهم السياسية الدنيوية الواهية, مُعتقدين إنهم بقوة السلاح سوف يفرضوا لأنفسهم شرعية وواقعاً جديداً, فشتان أيُها الثنائي الانقلابي مابين شرعية سلاح وشرعية أتت من خلال صناديق الاقتراع و تُحظى بتأييد ودعم المجتمع الدولي والعربي, وبالتالي لا يمكن تجاوزها, لان الشعب هو الذي اختارها, ولأنه الوحيد الذي يعطي الشرعية, وعلى الجميع أن يحترم هذه الإرادة المتمثلة في شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي . في الأخير أقول .. أيُها الثنائي الانقلابي اعلموا إن الجباة المرفوعة لم ولن تتعود على الذل والمهانة, وإن ما أخد بالقوة بالحق والقوة سوف يُسترد, واعلموا أيضاً إن الله لا يوفق نوايا الشر, فالوطن له مُخلصون يهبُون لصُونِ وحدته والحفاظ عليه, والله من وراء القصد . حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار .
الثنائي الانقلابي ..!
2020/01/21 - الساعة 03:12 مساءً