الأخبار التي تردنا من أبين عن إنتصارات الجيش الوطني أفرحتنا وأفرحت غالبية أبناء عدن ، فالقضاء على مليشيا الإنتقالي المدعومة من دويلة الإمارات في أبين هي إنتصار للعاصمة عدن وأبنائها ، فطوال الأيام الماضية كنا نطالب القيادة السياسية بالحسم العسكري مع مليشيا الإنتقالي وتنفيذ إتفاق الرياض من طرف واحد وهو طرف الشرعية طالما وأن المجلس الإنتقالي يتلكأ على تنفيذ الإتفاق ، وكنا نترقب هذه اللحظة وهاهي أصبحت أمر واقع أرجو أن يستمر ولا يأتي قرار سياسي يقتل في صدورنا هذه الفرحة ، ليس بالقضاء على المجلس الإنتقالي ومليشياته بل بتنفيذ إتفاق الرياض الذي عَوَّلنا عليه بعودة الأمور إلى نصابها والعمل على تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة لا سيما العاصمة عدن.

    العمليات العسكرية في أبين يقول عنها إعلام الإنتقالي بأنه قرار إخواني فرع اليمن ويقصد بذلك حزب الإصلاح ، ويدعي هذا الإعلام بأن حزب الإصلاح ينفذ أجندات تركية قطرية وأن التصعيد العسكري الذي قام به حد قولهم هي أوامر تلقاها حزب الإصلاح من تركيا وقطر لإرباك المشهد ، ويدعي أيضاً بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي صحته حرجة ولا يعلم ما يدور وأن من يُدير المشهد هو نجل الرئيس جلال هادي ومدير مكتب الرئاسة الدكتور عبدالله العليمي.

    الغريب في الأمر أن العميد حسن الشهري المحلل العسكري الإستراتيجي في قناة الغد المشرق التابعة لدويلة الإمارات يدعم هذه الرؤى لإعلام الإنتقالي ، بل وذهب بعيداً وطالب بإقالة نائب الرئيس علي محسن الأحمر وقال بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي فقد السيطرة على قراره ولمح بأن القرارات هي قرارات حزب الإصلاح ، وهو يعلم جيداً كما نعلم بأن قرار إرجاء الحسم العسكري هو قرار القائد الأعلى للقوات المسلحة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بطلب من شقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية الضامنة لتنفيذ إتفاق الرياض ، وبإستمرار تعنت المجلس الإنتقالي ومليشياته من تنفيذ الإتفاق إرتأت القيادة السياسية بأنه لامناص من تنفيذ الإتفاق بالقوة العسكرية وطبيعي جداً أن تباركه شقيقتنا الكبرى .

    بسقوط زنجبار بيد الجيش الوطني وعودتها لحضن شرعية فخامة الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة عبدربه منصور هادي ستسقط عدن بأيادي أبنائها سلمياً وبكل سلاسة ، ويعلم جيداً المجلس الإنتقالي ومليشياته وتعلم جيداً أبو ظبي بأن الشارع العدني بات رافضاً المجلس الإنتقالي ومليشياته ويمسي حالماً بدخول قوات الشرعية إلى عدن حتى ينقض على مليشيات الإنتقالي الذي حولت حياته إلى جحيم ، لذلك أرى بمجرد دحر مليشيات الإنتقالي من مدينة زنجبار عاصمة محافظة عدن لن تجد هذه المليشيا الملاذ الآمن في العاصمة عدن بل ستكون وجهة الفرار هي قراهم التي جاءت منها بعد دحر شراذم مليشيا الحوثي منها .

   خلال الأيام الماضية كثيراً ما أمسيت فيها حالماً وأصبح متأملاً أن تعود الأمور إلى نصابها ويستقيم الإعوجاج في عدن وأرى تتار القرية يعودون إلى قراهم وأعمالهم السابقة ، البنشري يعود لبنشره والمقوتي يعود لأسواق القات ونرى أبناء عدن هم من يحكمون قبضتهم على أمن مدينتهم ومسقط رأسهم عدن.

   فما رأيناه في السابق أن تتار القرية المقاوتة والبناشرة إستحوذوا على الإدارات والمراكز الأمنية وعاثوا بها وبالعاصمة عدن فساداً لم نراه منذُ نعومة أضافرنا حتى اللحظة التي تمكنوا فيها من أمن عدن ، وتحول أبناء عدن إلى باعة قات وباعة في أكشاك التمبل وسائقي باصات.

    وأتمنى من كل جوارحي أن تستمر العمليات العسكرية حتى تعود العاصمة عدن آمنة ومستقرة وتعود الحكومة اليمنية وفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وفريقه كاملاً ، وتبدأ الحكومة بمباشرة أعمالها بتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة ونشحذ هممنا لمعركتنا الأم وهي إجتثاث مليشيا الحوثي.

    وأتمنى أن لا تتحقق مخاوفنا بصدور قرار بإيقاف العمليات العسكرية وعودة الأطراف المتنازعة كما يقولون للحوار لتنفيذ إتفاق الرياض الذي أطلق عليه المجلس الإنتقالي رصاصة الرحمة بإعلانه الإدارة الذاتية.