إن المواطنة الحقيقية تعني حسن الولاء والانتماء للوطن, والحرص على امن الدولة الوطنية, واستقرارها, وتقدمها, ونهضتها, ورقيها, لا بيعة في أسواق النخاسة بأرخص الأثمان, كما تعني الالتزام الكامل بالحقوق والواجبات المتكافئة بين أبناء الوطن جميعاً دون أي تفرقة على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو اللغة..المواطنة تعني أن نتحمل واجب الحفاظ والذود عن سيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، ومن يخالف ذلك وينتهكه إنما هو مخالف ومنتهك للعهد في الوطن الواحد .
تعني المواطنة الانتماء السياسي إلى الوطن، والتسليم لشرعيتها والخضوع لدستورها وقوانينها, فهي في الفكر المعاصر مرحلة أعلى من الجنسية، وتُعبر عن الكينونة الاجتماعية التي تشكل جسم المواطنة وروحها، وهو ما يعني في نظر العديد من المفكرين والمصلحين السياسيين أنه رغم التغيرات الجوهرية التي اعترت مفهوم المواطنة عبر حقب التاريخ وتقلباته بسبب الحملات العنصرية والاستعمارية، ظلت مفاهيمها تمتد على مساحة واسعة من الزمن الإنساني إلى السلطة والثقافة .
بالرغم أنني لا أحبذ الاقتراب أو الحديث عن خيانة الوطن، فإن الظروف أحيانًا تضطرني إلى توصيف البعض بهذا الجرم بناء على أفعالهم وتصرفاتهم، صحيح لا يحق لأحد أن يتهم غيره بالخيانة لمجرد أنه يتحدث في أمر ما يخص الوطن، أو يعارض بعض السياسات، ولكن عندما يصل الأمر إلى أن يتم شراؤك من بعض الدول ويُدفع لك مئات الملايين من الريالات من أجل تدمير الوطن، فهنا لا أجد سوى أنك مجرم خائن الوطن, تكره الوطن في السر والعلن ولا يهمك إلا إسقاط الوطن في براثن الدمار والحروب الأهلية, تلعب على كل الحبال, وتقفز من حبل إلى آخر، تريد الحصول لشخصك على قطعة من الوطن وتتصوّر أن هناك من يحميك، وأن هناك من يساندك ضد وطنك إذا كانت لديك وطن أصلاً .
أخيراً أعتقد، والاعتقاد هو اليقين، أن خونه الوطن هم ثلة من الشياطين يعرفون ما يفعلون، لأننا نعرفهم ومطّلعون على أفعالهم وصنيعهم، عندما تقترب من أحدهم لا تعرف له هوية واضحة بل وتنطبق عليه مجموعة من التوصيفات التي تجدها عنده، فلا تعرف له صلة ولا بوصلة ولا اتجاه تجده لنفسه فقط وملعون أم الوطن، فلا يهمه وطن ولا أرض ولا عِرض, لا يهمه سوى نفسه، ودائمًا يرفع شعار أنا ومَن بعدى الطوفان, والله من وراء القصد .
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار .