ازمة الوحدة اليمنية تكشف عن ازمة حقيقة لدى الوعي والتفكير اليمني العميق يتكشف في كثير من المواقف التي نعيشها في حياتنا.
نمارس اخطاء بديهية تبدو واضحة للعيان امام الجميع تماماً كمثل من يشتم السيارة لأنها اصطدمت بسيارة آخرى ويلوم السيارة بنت الكلب ويترك السائق المتهور المستهتر.
تمت الوحدة بطريقة متهورة مستهترة بدون اي دراسة متكاملة لمختلف الابعاد، وسط تصفيق ومباركة من الجميع ربما كان السبب الابرز في ذلك الهروب من مشكلات سابقة اهمها انهيار الاتحاد السوفيتي وحرب 86 وهكذا خلقنا مشكلة جديدة بوحدة اندماجية لم تتم فيها ابسط دراسة لجوانبها المختلفة.
ويستمر السائق المتهور في ارتكاب حادث هنا وحادث هناك واللوم على السيارة ويراد للإنفصال ان يكون متهوراً ورغم انه حتى اليوم لم يطرح مشروع انفصال او وحدة حقيقي على مستوى اليمن حظى بدراسة المشكلة من كل الجوانب السلبية والإيجابية ولم يطرح اي فصيل سياسي مشروع حقيقي والمفترض ان تكون اجريت مئات الدراسات وناقشت الوضع من مختلف ابعاده لمساعدة الدولة والقوى السياسية والمواطن على اتخاذ قرار صائب.
مع ازمة كورونا رأينا هكذا مواقف فالناس تلقي باللوم على الامطار والسيول وتلقي باللوم هنا وهناك والأفضل في المجتمع يعترف بكورونا ويوجه له الشتائم، كل ذلك من آجل الهروب من الاعتراف بالمشكلة الحقيقية وهي تفشي الوباء في المجتمع وما يتبع ذلك من ضرورة القيام بإجراءات التباعد الإجتماعي والحجر المنزلي والابتعاد عن التجمعات والازدحام.
اعتبروني لست مع الوحدة ولا الانفصال ولكني حتماً ضد التهور والقفز إلى هاوية المجهول من اي طرف كان وحدوي او انفصالي وانما مع القرارات المدروسة والخطط الواضحة التي تقود الى مخرج وليس الى هاوية.
نستمر في لوم السيارة مع كل حادث ولا نتعلم من تجاربنا، وسنستمر في لوم الوحدة او لوم التشطير تجنباً للنظر الى المشكلة الحقيقة والمتمثلة في الفشل شمالاً وجنوباً قبل وبعد الوحدة وسيكون هو ذات الفشل قبل وبعد الانفصال ان حدث وسنستمر في دوامة من المشكلات التي لا تنتهي شمالاً وجنوباً.
فهلا توقفنا عن لوم السيارة.
من صفحة الكاتب