البها يا جنوبيون على وين رايحين (1-3)

التاريخ يعلمنا، والتاريخ خير مُعلم، بأن الذين لا يتعلمون من دروس التجارب، ومرارات التاريخ، محكوم عليهم أن يعيدوا تكراره... ومن لا يتعلم من الضربة الأولى، فعلا يستحق الثانية، ومن خذها بين العيون في أي ضربة (يجيبها الملب). والجنوب أخذها بين العيون في 22 مايو 1990.. وحاولنا تصحيح الامور في 13 يناير 2006, 7 يوليو 2007، وجسّدنا ذلك في حرب 2015، ولكن جاء ياجوج وماجوج في يناير 2018، واغسطس 2019، وعدنا الى المربع الاول، والحرب الجارية الان في ابين عادت سافلها عاليها. 

هناك من يستوعب الامور بسرعة فائقة، وفق المعادلات الإقليمية والدولية وتشابك المصالح.. وهناك من يلزمه وقت طويل حتى يفهم، وأحيانا يفوته القطار، وأحياناً يفهم متأخر.. وهناك من يتصابى في السياسة.. والمثل يقول: الصقر لمح له، والثور وح وح له.. والخبرة لا تكتسب بسهولة، ودائما هناك ثمن.. وحين نتعلم من الدروس نتغير.. إذن هل نحن في الجنوب اليوم غير الأمس... أشك في ذلك..

مقابل ما نخسره نربح أشياء.. الأزمات لا تصنع الرجال لكنها تكشفهم أمام الآخرين وامام أنفسهم.. التحدي الحقيقي أن نفهم أنفسنا ونكشف قدراتنا، لكي نفهم الآخرين، ولو شخصنا وحددنا الأزمات السابقة بامانة وصدق وحيادية حسب التسلسل التاريخي، وحسب وقائع كل أزمة حدثت، لكنّا في الطريق السليم وقطعنا الطريق في كثير من الحلول، ولكن للاسف عالجنا الخطأ بالخطأ وبردود الافعال والانتقامات وتصفية الحسابات.. ‏لكن الفشل الحقيقي ان نفشل امام الفشل.. ونحن الجنوبيين فشلنا في ماضينا وحاضرنا، ونحاول الآن تعويض الفشل بعقلية الفشل.. مصرّين على رأي فقيد الوطن (مقبل): "ننظر ونعالج الامور بعين حولى".

الحياة صعبه ولا تعطينا كل ما نحب، وكما تكونوا يولى عليكم.. والحل دائماً بشكل مختلف، فلا توجد مشكلة بدون حل، القضايا الصعبة لها حلول صعبه. 

وحين ننظر للوضع الراهن، نجد ان وجود الرئيس هادي على رأس السلطة العسكرية والسياسية كان لصالح خصومة الجنوبيين والشماليين اكثر منه لصالح انصاره.. وقالوا له: "خذت صنعاء!" قال: "رزوا بوري." بينما الاخوة في الانتقالي وصلوا الى منتصف السلم، ولم يستطيعوا الصعود او النزول، يرقصوا في منصف السلم ويدعوا الاخرين للرقص معهم. 

البها يا جنوبيون وين رايحين..