يعرف الرئيس عبدربه منصور هادي تعقيدات الوضع الحالي جيدا ، ولذا نراه يصمم باستمرار على ان أي خيار للسلام لا بد أن يكون مبنيا على المرجعيات الثلاث : المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار والقرار الاممي رقم 2216 ، يدرك الرئيس هادي ان أي سلام لا يستند على هذه المرجعيات الثلاث فهو سلام كاذب أشبه بطلوع الفجر الكاذب ، بل ان أي سلام خارج اطار المرجعيات الثلاث لن يكون الا سلام مؤقت يؤسس لدورات صراع جديدة .
رفض الرئيس هادي ولا يزال كل الضغوط التي تحاول ابقاء الحديدة تحت سيطرة الحوثيين ، كما ويرفض باستمرار أي محاولات يكون جوهرها احتفاظ المليشيا بسلاح الدولة المنهوب ، يدرك الرئيس هادي ان السلام الحقيقي والمستدام لا يتأتى الا عبر هزيمة المشروع الانقلابي وحصر السلاح بيد السلطة فقط وايجاد آليات تضمن عدم تكرار الانقلاب مستقبلا.
لن تفلح أي جهود من أيا كان في انقاذ المليشيا الانقلابية من مصيرها المحتوم والبائس كحركة انقلابية فاشية لفظها الشعب ونبئها المجتمع ، فالقضاء على المليشيات الانقلابية صار وشيكا ، والانتصار صار قاب قوسين أو أدنى ، وقريبا يطوي شعبنا صفحة الانقلاب الحوثي ويودع كل هذه المآسي الى غير رجعة ، ويقيم دولة اليمن الاتحادي الجديد الذي لا وجود فيه لظالم ولا مظلوم في ظل شراكة للسلطة والثروة وحكم كل منطقة بنفسها وفق ما توافق عليه اليمنيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل .
في كلمته الأحد امام الاجتماع الموسع لقيادات وزارة الدفاع ومنتسبي المنطقة العسكرية الرابعة ، قال فخامة الرئيس هادي : " ندرك تحديات المرحلة الراهنة وتداعيات الحرب وآثارها الكارثية التي اثقلت كاهل الوطن المنهك وطالت مقومات الحياة ومعيشة شعبنا بكل شرائحه وفئاته على مختلف المستويات الا ان ذلك لن يعفينا من تحمل مسؤولياتنا الوطنية والاخلاقية تجاه المجتمع من خلال رص الصفوف وحشد الامكانات والطاقات لتحقيق التطلعات الماثلة أمامنا وفِي مقدمتها هزيمة المشروع الانقلابي لميليشيا الحوثي المدعومة من ايران والانتصار لليمن الاتحادي الجديد المبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد ".
لن تنسحب القوات المسلحة الشرعية لا من الحديدة ولا من معقل الحوثيين في صعدة ولا من أي مكان ، بل ستواصل تقدمها لهزيمة المشروع الانقلابي واخراج شعبنا من هذا النفق المظلم الذي أدخلته فيه مليشيات الانقلاب الحوثية ، فهذه القوات تعمل تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي صاحب العزيمة القوي والعزم الذي لا يلين ، صاحب مشروع القضاء على الانقلاب وصاحب مشروع بناء الدولة الاتحادية الجديدة متعددة الاقاليم ، وصاحب مشروع الوطن الذي يتساوى تحت سقفه الجميع دون تمييز بين أي من أبناءه .
عزيمة الرئيس هادي هي التي ستنتصر لانه يستمد عزيمته من الشعب ومن مشروعه الوطني ، اما الانقلابيين فهم الى زوال ومشروعهم البائس الى مزبلة التاريخ ، فقد آن للشعب اليمني ان يتنفس الصعداء ويتخلص من بؤس الانقلاب ومشروعه الكارثي