عانت العاصمة عدن الكثير من الأزمات والويلات والعجز والضعف والوهن طوال سنواتها الأخيرة، وتراكمت عليها حتى شكلت كومة كبيرة من الأزمات لم يسبق لها مثيل.
هذه معطيات الواقع في عدن، وهذا الواقع بإقرار الجميع، هناك تركة كبيرة، وهناك تحديات جمة، وبين هذا وذاك توجد إرادة وعزيمة للتصحيح والتغيير والتحديث.
نقرّ ونؤمن بأن التطلعات الكبيرة لا تتحقق بالأماني، وإنما بالعمل والعطاء وقهر المصاعب، وهنا لن نتحدث عن غاياتنا الكبيرة ولا عن تطلعاتنا العريضة التي نأمل أن نرى فيها عدن على المدى القريب والمتوسط، لكننا سنعرج على كل خطوة نخطوها في مشوار الألف ميل، وإن كانت تلك الخطوات بسيطة وهيّنة في نظر البعض، إلا أنها في نظرنا هي البداية للانطلاق والمضي نحو الآفاق الرحبة .
أيامٌ معدودة لا تتجاوز عدد الأصابع منذ أن باشر الأستاذ أحمد حامد لملس محافظ العاصمة عدن، مهام عمله، ورغم محدودية الأيام الأولى، فإن هناك بعض النتائج والخطوات التي تستحق أن نقف عندها ومنها ما يلي:
▪️تفعيل مهام اللجنة الأمنية بعد توقف دام سنوات، وهي التي تضم في قوامها الوحدات الأمنية والعسكرية كافة، والشروع في إعداد الخطة الأمنية وتنسيق الجهود الأمنية بين كافة الوحدات. ▪️تفعيل اجتماعات المكتب التنفيذي المُعطل منذ عامين تقريبا، والذي يضم كافة مدراء المكاتب التنفيذية لفروع الوزارات ومدراء عموم المديريات ومدراء الهيئات والمصالح والمؤسسات المحلية والمركزية والتشديد في أول اجتماع على أهمية اضطلاع كل مسؤول بمهامه وتحمله واجباته ومسؤولياته.
▪️تحريك عدد من المشاريع المتعثرة ومعالجة الاشكاليات التي حالت دون تنفيذها، ومنها مشروع إعادة تأهيل خط الجسر البحري بعد تأمين مادة الإسفلت عبر تجار محليين، إضافة إلى معالجة إشكالية الاعتمادات المالية لمشاريع صندوق صيانة الطرق بالتنسيق والمتابعة مع وزارة المالية .
▪️النجاح في حثّ المعلمين والتربويين على رفع الإضراب واستئناف العملية التعليمية المعطلة منذ قرابة العام بعد توجيه دعوة صادقة وحريصة ووعود بمتابعة استحقاقاتهم المالية فور تشكيل الحكومة والتعهد بالاصطفاف إلى جانبهم لانتزاع حقوقهم المشروعة والعادلة.
▪️تفعيل العمل بنظام الميزان للقواطر وناقلات الحاويات المعطل منذ قرابة الخمس سنوات، بعد أن تسبب ذلك التعطيل بضرر كبير في الطرقات وتشققها ودمارها، وكذا تنظيم عملية سير وتحرك القاطرات وإلزام سائقيها بالتحرك ونقل البضائع في الأوقات المسائية كما كان معمول به في وقت سابق والحد من الحوادث المرورية والازدحام .
▪️التوجيه كمرحلة أولية بإزالة بعض الحواجز الخرسانية التي لا جدوى من بقائها سوى تعطيل انسيابية الحركة المرورية وتسببها في خلق ازدحامات للمركبات علاوة على الحوادث الناجمة عنها ومنها على سبيل الذكر حواجز طريق خط الميناء بالدكة المحاذية لمحلات " جلب " .
▪️تفعيل غرفة عمليات المحافظة المعنية بتلقي البلاغات من المواطنين وتعميم أرقام هواتفها في وسائل الإعلام المرئية والمقرؤة ليتسنى للمواطن تقديم بلاغه بسهولة وتقوم العمليات المناوبة بإبلاغ الجهات المعنية بالتوجه لمعالجة مكامن الاعطال والضرر .
▪️التعميم لمكتب الخدمة المدنية بالنزول للمرافق والمؤسسات وتقييم نسبة الالتزام والانضباط الوظيفي والرفع بالنتائج فور الانتهاء من عملية المسح تحضيرا لمساءلة المقصرين والمتخلفين وإنهاء حالة الترهل والفتور التي أصابت موظفي أغلب مؤسسات الدولة.
▪️التعميم لمدراء عموم المديريات بإرسال تقرير يومي حول نشاط لجنة الخدمات في المديرية ومستوى الحالة الخدمية والأمنية في نطاق مديرياتهم..
هذه بعض الخطوات التي تزامنت مع زيارات تفقدية لعدد من المؤسسات والمرافق الخدمية والحيوية ومتابعة نشاطها عن قرب والاستماع لأبرز المعوقات ومقترحات المعالجات، إضافة إلى التعامل الصارم والحازم مع أي محاولات للإستحدثات المخالفة والعشوائية، والمتابعة المستمرة والمكثفة لأوضاع الكهرباء والمياه لضمان استمرار خدمتها بقدرتها المتاحة حاليا إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة والتنسيق لاحقا لترتيب مشاريع تنموية استراتيجية لقطاعي الكهرباء والمياة.
وأخيرا التفاهم والترتيب مع ممثلي البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن عدن على التعجيل في الشروع لتدشين حزمة من المشاريع التنموية في قطاع المياه والطرقات والإنارة والصحة والتعليم ابتداءً من الأسبوع المقبل.
نؤكد أن محافظ عدن لا يمتلك "عصا موسى" ليزحزح هذه التركة الكبيرة لوحده، لكنه في المقابل يمتلك التفاف كل الخيرين حوله وكل التواقين لبناء الدولة وكل الحريصين على تضميد جراح العاصمة عدن حتى تستعيد عافيتها وألقها ووهجها وحلتها التي ينبغي أن تكتسي بها.
*محمد الجنيدي* سكرتير محافظ عدن