حبي للمكلا امر مفروغ منه ، فانا اعشق هذه المدينة الساحلية الساحرة واعشق اهلها الطيبين ، اعشق كدهم وصدقهم وامانتهم وعلمهم وفنهم غناؤهم ورقصهم ، احب نشاطهم وتدينهم ، احب كبار السن فيهم حين يسابقون الطيور لممارسة رياضة المشي في خور المكلا ، احب شبابهم الذين يستغلون اي بقعة متاحة مهما كانت مساحتها ليلعبوا كرة القدم ، احب مواهبهم الراقصة حينما اطل عليهم من نافذة الفندق وهم يتمرنون على رقصة جديدة ، احبهم حين يعاملون السمك باحترام شديد ولا يلقون بالا للحمة ، ومن السمك تجدهم يختارون الاكثر حميمية لقلوبهم ( الكور ) ولا يتوانون من تلقينك دروسا في كيفية الوصول الى اعماق اعماقه لتحظى بالذ ما تملكه السمكة من لحم في ( كورها ) وهذا التلقين وهذا الوصول فن لايجيده الا اهل المكلا .
احب راىحة الكور المنبعثة من ( التنار ) في احياء المكلا العتيقة ومن بيوت عامتها .
أحب وأحب وأحب كل مافيها دون استثناء .
واحببتها اكثر حينما هل موسم نجم البلدة الذي تصبح فيه مياه البحر شديدة البرودة ويهبها المولى عز وجل بقدرته امكانية معالجة بعض الامراض المزمنة فتصبح مياها مباركة كانهار الهند المقدسة وتخرج المدينة عن بكرة ابيها لتنال هذه البركة بالاغتسال فيها فجرا والاحتفاء بايامها طوال الليل والنهار.
انه العيد بل اجمل منه ، تتنافس الفرق والمواهب والشعراء والسلطات المحلية والمدن المختلفة كالشحر والديس الشرقية وغيرها على إحياء امسيات هذا الموسم الذي تتحول فيه المكلا إلى قاعة احتفال كبير
نجوم هذه الاحتفالات هي الاسر التي تلفت الانظار اليها ويحترم اربابها لحرصهم على النزول لقضاء اجمل الاوقات وان كانت الجمعة مقدسة لدى الحضرمي فهي لله وللاسرة والدار وبشكل يكاد يكون قاطع لايخالفه الا من لا اسرة له ، فان موسم نجم البلدة كله مقدس لدى الاسرة الحضرمية المكلاوية
ولم يكن هباء ان وهب الله هذه المدينة والمديريات القريبة منها كل هذا الشاطئ الواسع الطويل ، فقد سخره لاستيعاب كل تلك الأعداد التي تفترش رماله الناعمة النقية .
المكلا مدينة حية ايها السادة وهي جديرة ان تعلم الجميع كيف يكون التحضر والسلام
مدينة المكلا
من صفحة الكاتب