عندما تجد إنجازاً يستوقفك تتأمل بشغفٍ لمعرفة مؤسس ذلك الإنجاز وحيثما ترى أثرا بارزا تسأل بلهفة عمٌَن ترك ذاك الأثر بصمةً للناظرين نحن هنا لانزكي نفاقا ولانمتدح جزافا ولانشيد تزلفا نحن نقيم أعمالا وأفعالا.. منذ التاسع عشر من سبتمبر الماضي مدة زمنية وجيزة دامت قرابة المئة يوم قضاها محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس بتقلده قيادة المحافظة تحمل أعباء مسئولية الحكومة في غيابها خطى خلالها خطوات عملية لامس أثرها أبناء المحافظة منذ الوهلة الأولى منها ماهو قيد التنفيذ.. أثبتت الأحداث المتسارعة التي عمدت إلى التخلص من تركة مخلفات ست سنوات من العبث والتدمير والقضاء على أي مؤشر للحياة في مدينة عدن بدءً بقرار تغيير رؤوساء المجالس المحلية في المديريات واستبدالهم بالأجدر بتحمل مسئولية احتياجات كل مديرية وتفعيل دورهم في خدمة أبناء المحافظة وإصراره على مكافحة الفساد في بعض المؤسسات الحكومية واجتثات الفاسدين ومحاسبتهم بريد عدن ومكتبي الضرائب والزكاة انموذجا مرورا بتحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضى في المستشفيات والمراكز الصحية وتحسين أداء الخدمات في مؤسستي الكهرباء والمياه ومتابعة وقود محطات الكهرباء إلى قراره برفع الجاهزية لتفادي مخاطر تحذير هيئة الإرصاد الشهر الفائت من وصول تأثيرات المنخفض الجوي نتيجة الإضطراب المداري بتفعيل نشاط غرفة العمليات بمحافظة عدن على مدار الساعة تحسبا لمواجهة أي طارئ إضافة إلى توجيهاته بإزالة المتارس الرملية والاستحداثات الترابية في محيط مطار عدن الدولي وسجن المنصورة المركزي والشوارع الرئيسية للتخفيف من حدة الاختناقات المرورية وحوادث السير وإعادة فتح الطرقات أمام المركبات والمارة وكذا المخططات العشوائية المخالفة واللوحات الإعلانية الغير مرخصة وإنهاء المظاهر المشوهة للمدينة حفاظا على الصورة الجمالية والمظهر العام للمحافظة وصولا إلى المؤسسات الخدمية وقراراته الصائبة وانتهاءً بأعمال الصيانة لأعمدة الإنارة وإعادة تأهيلها بإضاءة مدينة عدن ومشاريع رص معظم الطرقات الجانبية ببعض المديريات.. إلى ذلك تجلى اهتمامه بالنشاط الرياضي أفرد له جناحا ونحى إلى تشجيع الأنشطة الشبابية والألعاب الرياضية للنهوض بمستوى الرياضة في المحافظة رغم أن كل تلك المتغيرات التي شهدتها المحافظة تمثل البداية في التغيير إلا أنها أثبتت أن مدينة عدن احتضنت رجل المرحلة رمز المبادئ والقيم محافظها الجديد أحمد حامد لملس قيادي امتلك قوة القرار نهَجَ التغيير في أجندته بدأ بكتلة من النشاط على مختلف الصعد اجتهد أن يكون حضوره فاعلا أينما حلٌَ وقبل كل ذلك حمل في قلبه حب مدينة عدن فكسب حب أهلها .. أن تحضى محافظة عدن بشخصية لها باع في العمل المؤسسي وخبرة في إدارة المجالس المحلية وعلى اطلاع تام باحتياجات مديرياتها كلملس ليقود دفتها ويرفع عن كاهلها ركام السنين وعبث العابثين ويعيد لها وجهها الجميل ويحسن فيها التقدير فهنا يتوجب على مجتمعنا بكل أطيافه أحزابا ومؤسسات حكومية ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات إجتماعية وكل أبناء مدينة عدن أن تقف إلى جانبه في كشف مواطن الفساد ونبذ كل مظاهر الفوضى وتشكيل هيئة رقابية ذاتية على نمط سياسة المواطن الرقيب تتوفر فيها النزاهة خدمة لهذه المدينة. رغم تكريس جهوده لمتابعة الكثير من القضايا التي تهم مدينة عدن وإيجاد الحلول المناسبة لها تظل أمام سعادة محافظ عدن العديد من التحديات التي تشكل قلقا مزعجا وهاجسا مؤرقا لأبناءها ترِدُ منها تطبيق حظر شامل لظاهرة حمل السلاح في عموم مديريات المحافظة مما يتطلب سنِّ القوانين وفرض عقوبات وغرامات مالية للمخالفين لها.. المعاناة الأخرى تتلخص بعدم الالتزام بثبات أسعار الدواء والمستلزمات الطبية بما يشير إلى جشع شركات الأدوية بالإضافة إلى ارتفاع أسعار سلع المواد الغذائية والاستهلاكية واللحوم والأسماك والخضروات المنتجة محليا في أسواق العاصمة عدن في صورة تجاوزت القدرة الشرائية للمواطن وأصبحت تحتاج إرادة حقيقية من خلال تفعيل دور جمعية حماية المستهلك ومكتب الصناعة والتجارة بالمحافظة وإلزام مالكي المحلات بوضع لائحة ثابتة لأسعار السلع وعرضها للعيان إضافة إلى الحفاظ على الحدائق والمتنفسات وتوسيع الرقعة الخضراء وإحياءها وفتح أبوابها كأماكن ترفيهية مخصصة للعائلات يضاف إلى ذلك استكمال تطوير مشاريع البنى التحتية في قطاع الخدمات من الطرقات والاتصالات والصرف الصحي والنظافة التي تلبي احتياجات المحافظة.
مدير تحرير بقناة عدن الفضائية