محاولة لفهم ما يجري!

تبادل الرئيس الأميركي دونالد ترمب السجال الكلامي -هذه المرة- مع قادة إيران السياسيين والروحيين والعسكريين.

 

الرئيس الإيراني حسن روحاني قال إن "على الأمريكيين أن يفهموا أن الحرب مع إيران ستكون أم الحروب. على ترمب أن يتوقف عن اللعب بذيل الأسد وإلا فسوف يندم".

 

ما يسمى بالزعيم الروحي لإيران علي خامنئي أيّد ما قاله روحاني من أنه "إذا توقف تصدير النفط الإيراني، فلن يصدّر أي نفط آخر من المنطقة".

 

الجنرال قاسم سليماني قال: "قد تبدأون الحرب، لكن نحن من سيحدد متى ستنتهي".

 

الرئيس ترمب غرّد على تويتر مخاطبًا روحاني: "عليك أن تتوقف عن تهديد الولايات الأمريكية وإلا فستواجه عواقب لم يواجهها إلا عدد قليل على مدى التاريخ".

 

تهديد الرئيس ترمب أوحي بأنه قد يحلق اللحى ويطيح بالعمائم الإيرانية مثلما فعل أثناء ممارسة نشاطه التجاري في مجال المصارعة عندما حلق شعر رأس أحد منافسيه على الحلبة.

 

لكن ما حدث هو أن إيران أمرت عصابات الحوثيين أو خبراءها بماهجمة ناقلتي نفط سعوديتين في البحر الأحمر وإرسال طائرة مسيّرة عن بُعد لتقصف مطار أبو ظبي. الطائرة الصغيرة قطعت مسافة 1300 كم.. تصوروا معي هذه الكذبة الكبيرة. العالم لم يتحرك حتى الآن ضد قراصنة الحوثيين، والولايات المتحدة، التي ترسل طائرات بدون طيار لمهاجمة كهف لمسلحي تنظيم القاعدة في أعمق أعماق اليمن، لم تستطع أقمارها الصناعية حتى الآن اكتشاف مواقع الصواريخ الباليستية التي يطلقها الحوثيون على المملكة من حين إلى آخر!

 

لقد خبرنا مثل هذه الحرب الكلامية بين ترمب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون وقد انتهت هذه الحرب وتبدو الأمور الآن "لبن على عسل" وأمريكا تتسلم رفات جنودها القتلى في الحرب الكورية والتفاصيل تجري في الخفاء.

 

بين هذا وذاك، لم نعد نسمع بالتهديدات الإسرائيلية ضد إيران، فبشار الأسد عاد حاميًا لحدود الجولان والأكراد "الديمقراطيون" سوف يسلمون المناطق السورية التي سيطروا عليها بدعم أمريكي إلى النظام السوري والقوات الإيرانية سوف تختفي من المشهد وروسيا وأمريكا سوف ينشغلان بمشاريع إعمار سوريا التي دمّرها نظام عائلة الأسد، وإعادة ملايين اللاجئين السوريين المشردين، وتوفير الدعم لهذه المشاريع و"يا عين ما شافت شر." وربما سيتفق ترامب وبوتين على تركيع أوروبا واقتسام العالم اقتصاديًا.

 

في مشاهد هذه المسرحية الميكافيلية، علينا أن نبقي أعيينا مفتوحة؛ وندعو الله أن يحمينا من أصدقائنا، أو من يتظاهرون أنهم كذلك، أما أعداؤنا فنحن كفيلون بهم بعون الله.