اليوم تمر علينا ذكرى ثورة 23يوليو1952م في ذكراها الماسية الذكرى السبعينية ، الثورة التي غيرت مجرى التاريخ العربي المعاصر والتي جسدت المعاني العظيمة للقومية العربية ، الثورة التي قادها أشرف الرجال وأعز الرجال جبل الكبرياء الزعيم العربي خالد الذكر أبا خالد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر... وحين نكتب عن ثورة يوليو وجب علينا أن نقف ونتذكر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أو ناصر العرب أوحبيب الملايين كما أطلق عليه محبوه من المحيط الى الخليج ..وكل بيت عربي لازالت صوره تزين جدرانه ولازال حتي اليوم يسكن قلوب ملايين العرب ...
عبدالناصر هو ثاني رؤساء جمهورية مصر العربية وقائد ثورة 23يوليو الخالدة التي أطاحت بحكم عائلة محمد علي باشا ، تولى رئاسة الجمهورية في24يونيو1956، بعد أستفتاء شعبي وأدى القسم أمام مجلس الأمة أنذاك وتعهد فور اداءه للقسم بالمحافظة على الوطن ، حكم مصر17 عاما ويعد أكثر الرؤساء شعبية في تاريخ مصر، توفي في28سبتمبر1970 ، ويعتبر الرئيس الوحيد الذي لم يتعرض للعزل أوالنفي أو الأغتيال من رؤساء مصر، تعرض عبدالناصر لمحاولة اغتيال وحيدة من قبل جماعة الظلام الاخوان المسلمين وتمت محاكمتهم وأعدام عدد منهم وبعد عام1958 في أنكار الجماعة لمحاولة الاغتيال أعترف المتهم الثالث خليفة عطوة بأشتراكه في تلك الجريمة بتكليف من عبدالقادر عودة القيادي بجماعة الاخوان والذي أعدم بنفس القضية....
أتخذ عبدالناصر قرارات غيرت تاريخ مصر الحديثة حيث أمر بتأميم قناة السويس بعد أن رفض البنك الدولى تمويل الحكومة المصرية لبناء السد العالي ، وكان تأميم قناة السويس سببا في للعدوان الثلاثي الذي قامت فيه فرنسا وبريطانيا والكيان الاسرائيلي.. كما أمر ببناء السد العالي الذي ساهم كثيرا على تدفق المياه والتخفيف من اثار الفيضان للنيل وتوليد الكهرباء كما اصدر مجموعة من الاصلاحات السياسية وقام ايضا بأصدار قانون الاصلاح الزراعي الذي ينص على تحديد الملكية للارض واخذ الارض من كبار الملاك بحيث توزع على صغار الفلاحين وقد عرفت هذه التعديلات بقانون الاصلاح الزراعي...
شن الزعيم ناصر حرب الاستنزاف على الكيان الصهيوني المدعو أسرائيل لأستعادة الارض المفقودة عام1967 والتي حققت فيها القوات المصرية ضربات موجعه للكيان الاسرائيلي ومنها تدمير أيلات ، وقيل الكثير عن حرب الاستنزاف والذي اعتبر أستعادة لبناء الجيش المصري وقدراته وكانت خطوات وتمهيد على الطريق الصحيح للنصر الأكبر فيما بعد أكتوبر1973.المجيدة وعلى صعيد الامال العريضة للقومية العربية واهدافها التاريخية والتي جسدت حينما تم أختيار الزعيم عبدالناصر رئيسا للجمهورية العربية المتحدة التي تم الأعلان عنها عام1958 التي كانت بداية لتوحيد الدول العربية التي كانت احد احلامه.. عبدالناصر لم يكن زعيما لحركات التحرر العربي وحسب بل تجاوز الحدود العربية وصار ملهم لحركات التحرر في كل أفريقيا للتخلص من الاستعمار القديم وبل وكان صداه ..عالميا فقد اذهل العالم بافكاره وشخصيته وكريزما القيادة وأسس مع نهرو وتيتو حركة عدم الانحياز والتي ضمت وضمنت اهداف عظيمة لشعوب وبلدان ماسمي بالعالم الثالث ... وهنا يحضرني موقف من مواقف عظيمة لخالد الذكر عبدالناصر وهو ما أحوجنا اليها اليوم... والموقف كان في القلب الامريكي وفي قاعة الامم المتحدة في نيويورك سبتمبر1960 وذلك حين غادر القاعة أحتجاجا حين أعلن عن كلمة مندوب او رئيس الكيان الصهيوني الاسرائيلي وغادر خلفه 124 وفد ، حيثة قال الرئيس الامريكي نيكسون حينها جملته الشهيرة
[[ أن عبدالناصر يحكم نصف العالم]] وهو رئيس اكبر دولة في العالم وفي عقر داره والمناصر الاول للكيان الصهيوني والداعم له حتى اليوم...مقولة جسد قيمة الشموخ العربي بقيادة عبدالناصر
رحمك الله ياجبل الكبرياء العربي، أين نحن اليوم من مواقف حفظها التاريخ ستون عاما لنتذكرها ونسطرها اليوم بكل فخر وأباء وشموخ وظل صاحب هذا الموقف في قلوب الملايين العربية واحرار العالم في كل بقاع العالم.رغم رحيله قبل خمسون عاما وسيبقى القلم وبكل فخر وأعتزاز يكتب لكل مناسبة ارتبطت بالزعيم عبدالناصر لنعرف الاجيال تاريخ المجد العربي والقرار العربي الشجاع.. كما يجب علينا نحن في اليمن أن لاننسى مقولته الشهيرة التي اطلقها في ابريل1964 من الحالمة تعز ...مهدد لبريطانيا العظمى التي لاتغيب عنها الشمس. [[ على بريطانيا أن تحمل عصاها وترحل من جنوب اليمن المحتل ]] والتي كانت احد اهم العوامل المساعدة فكرا وتدريبا و وتسليحا لانجاز الاستقلال الوطني في 30نوفمبر1967 ...علينا ان لاننسى ذلك ونسقطه من الذاكرة الوطنية اليمنية بالعموم والذاكرة العدنية خاصة ونعرف أبناءنا واحفادنا قيمة هذه المواقف ولماذا جاء عبدالناصر الى تعز ليقول كلمته التي لن ننساها ماحيينا... وعلينا ان لاننسى الترابط العضوي بين الثورتين اليمنيتين سبتمبر واكتوبر وشهدائها المصريين واليمنيين من اجل النظام الجمهوري هذه الكلمات الخالدة تحمل في طياتها الكثير وللتمعن فيها اليوم وخصوصا من انزلقت بهم الاهواء في ركب مشاريع أستعمارية قديمه جديده ...فانتبهوا ياسادة الفكر والأقلام التي ترجلت وبأمتياز في هذا الركب
توفي اثر نوبة قلبية بعد اختتام قمة عربية في القاهرة لحل خلاف بين فلسطين والاردن بعد قتال الاشقاء وماسمي بأيلول الاسود وشيعت جنازته في القاهرة بحضور كل رؤساء الدول العربية وملايين المصريين وكانت اعينهم تفيض بالدموع على فراق ووداع حبيب الملايين المصرية والعربية في مشهد لم يتكرر حتى اليوم