دولة جنوبية.. تعيد لنا حريتنا المفقودة وكرامتنا المهانة وحقوقنا المسلوبة ومكانتنا المرموقة التي كنا نحتلها بين دول العالم على مسرح منظومة الأمم .
دولة جنوبية.. ولو كلفتنا ثمنا غاليا، وان لم يبقى منا إلا من سيظفر بإذاعة بيان النصر باعلانها ولو أن تكون اخر كلماته (هنا كان شعبا عظيما) لكنه رحل منتصرا بالشهادة.. رافضا التبعية والاستجداء والخنوع وكافة أشكال الذل والهوان وما وصلنا إليه اليوم.
دولة جنوبية أو الموت.. أهون الف مليون مرة من ان نظل نشكي ونبكي ونجلد ذاتنا مسلوبي الإرادة والارتهان لمن لا يستحق الذكر والاستجداء!
دولة جنوبية أو الموت.. ولا أن نودع كل يوم ابنا بارا أو أخا عزيزا أو ابا كريما، رحل عنا ونحن لا نقدر نقدم له حبة دواء أو كسرة خبز أو شربة ماء .. غير التعازي بالكلمات المؤسفة والبليدة والمواساة بالدموع المؤلمة والحزينة. دولة جنوبية.. تظمن لنا الوجود الآدمي والعزة والكرامة والعيش الهني .. ولا الزوال والإبادة بالموت البطي.. لنكون أو لا نكون؟! فماذا ننتظر ونحن قد وصلنا من الانهيار الكارثي والزوال المهين أدنى درجات الوجود البشري والانبطاح المهين ، أن كنا فعلا لا نزال موجودين على قيد الحياة ، وطالما ونحن في واقع الأقوياء وعصر الاذكياء وزمن سباق الهوامير الطامعين وصراع الوحوش الكاسرة ، واقع لا مكان فيه للضعفاء والاغبياء ولا خيار لنا سوى "أن نكون أو لا نكون" واقع لا مفر منه ، وإمام حقيقة تسوده لا غيرها (أن قلتها مت وأن لم تقلها مت إذن قلها ومت)؟! أذن .. دولة جنوبية أو الموت!؟