الإعلام اليمني ...في صراع الهؤية ...الى أين ؟؟؟

 

    لاشك إن للإعلام صوت يسمع في كثير من الأحيان ، ولكن هذا الصوت يخفت ويتلآشى أمام صوت المدافع والقذائف والطائرات والرصاص ..!! ففي الحروب لا نسمع الا صوت ضجيج أدوات القتل والهدم والدمار ..وما تخلقه هذه الأصوات من رعب وخوف وويلات كثيرة في إي بلد يشب فيه القتال والحرب .. من هذا المنطلق الأجباري والتعسفي الذي قادتنا اليه العقول المتسلطة والمتحكمة والتي مارست هويتها الدكتاتورية السلطوية على اليمن ردحا من الزمن .. كانت نتاجاتها دائما هي فصول من الأزمات والحروب اوالتشظي والأقتتال ..!!

    ووسط هذا المعمعان الفوضوي وثقافاته تخلق حالات شاذة وعفوية وإرتجالات لصوت الإعلام الغائب الرسمي في صراع الهوية ...الهوية التي لم تعد الا بقايا وجود يحاول كلا من خصمه أن يفرضه على الآخر.

       لقد أثبتت سنوات الحرب اليمنية الأخيرة والتي حملت تراكمات صراعاتها الجوفية منذ عام 2011...، والتي أختبئت تحت رماد الإستحواذ على السلطة وأغتصاب كل مشاريع هذا الوطن ولو في أضعف وأوهن صورها التقليدية من حوارات ومبادرات وتفاهمات وإسقاطات وتحالفات..  لتندلع سافرة الوجه بنيرانها في مارس 2015م وتستعر في كل مدن وقرى وجبال وهضاب وسواحل اليمن الى الآن .

    وتضفي على واقعنا اليمني - العربي برواز أكتمال الصورة لسيناريوهات الشرق الأوسط الكبير --!! والتي حمل الأعلام العربي هزيمتنا الكبرى أمام أنفسنا وفي أواسط بلداننا وشعوبها المستكينة والتي للأسف مازلنا ندك مداميك كل مافيها حتى أنسانيتنا المهمله ..!! حيث مر الإعلام اليمني في أتون هذه الحرب وأثارها عليه بأسواء ما كان يمكن أن يقال عليه ( إعلام أصلا ..!!؟؟؟)..تم السطو على كل المؤسسات المركزية الرسمية للإعلام وأجهزتها              ( المسموعة والمرئية والمقرؤه في صنعاء ) وبقوة السلاح والعنف والترهيب من قبل المليشيات الحوثية وفكرها ..وفرض ايديولوجية صراع الهيمنة وأنحرافها وراء الأهواء في تداعيات لا يمكن القول عنها الأ أنها ممارسة لأغتصاب إي إعلام سلطوي في البلد ..؛ وبالتالي أوجدت لنفسها الأتجاه الآخر من الرفض او القبول على مضض حيث لم تتسم بالمصداقية والموضوعية وساهمت في تضليل وحجب الحقيقة على كل شي يعمل في هذا البلد ... وهكذا وضع دون شك أفرز في جانبه الأخر لأعادة فتح او نقل او جلب قنوات وصحف ومواقع اليكترونية مناهضة ورافضة لهذا الانقلاب الغاشم للحوثية في اليمن وأتباعها في كل شي ..ومنها (الإعلام اليمني)..  فظهرت الشرعية بإعلام حاول بكل مايمكن من الخارج او ( الداخل ) الى بسط ما تبقى لها من مشروعية الحكم وفرض ايديولوجية الأمر الواقع وما آلت اليه الأمور بالالتزام بما يمكن أن تتمسك به من ثوابت ثلاث ..( ظلت أصابع الرئيس / هادي تشير اليها دائما في اي حديث او لقاء له )..لتبين للعالم انها لا زالت تحتكم الى هذه المخرجات الصعبة ..والتي جاءت في اسوأ مخاض عاشته اليمن في تاريخها ..حتى لم تقوى على ولادة اي شي ولو { ولادة من تحت الخاصرة..!!        لنكتشف اننا اليوم في صراع هؤية جديد لم يتوقف عند فاعلية أجهزتنا الأعلامية الرسمية والتي كانت مملوكة للدولة -- أيا كان وجودها في الداخل او مغلقة او تم السطو عليها ..او تم تغريبها وهجرتها خارج حدود اليمن ..والتي أضحت أقل ما يمكن القول عنها ( أنها قادرة على الأستحواذ على المشهد الأعلامي اليمني )^^ .. في ظل وجود أعلام جديد فرضته تقنيات ووسائل الأتصال الحديثة لعبت ولازالت تلعب دورا كبيرا جماهيريا بين أوساط الناس لسهولة الحصول عليها عبر هذا الكم من الهواتف الذكية المحمولة ومساحة نشر كل الاخبار او الأشاعات التي يتم دعمها بالصور والفيديوهات المختلفة والتي غدت في متناول اليد .!!! 

     هذا الواقع الإعلامي الجديد - او الطفرة العالمية للأتصال - الذي أصبح فيه المواطن العادي صحفيا بالممارسة ..يستطيع ان يكتب او يحلل او ينشر او ينقل او يلصق او يدمج كل شي في اي شي ومتى شاء لا يمنعه حواجز ولا عوائق ولا ينتظر الإذن من أحد ... قد خلق هوية جديدة للاعلام السياسي الجماهيري بين اوساط الجموع المختلفة الافكار والروئ والاهواء والأمزجة ...!! وأصبحت الدولة بشكلها الحكومي لا تستطيع حتى أن توجد لها ناطق رسمي فاعل يمثلها..!!؟؟ .

    وبالمثل غدت الملبشيات الأنقلابية أشبه بكابوس اكثر تعسفية ودموية تحاول ببهرجة أعلامها وأصوات أذاعاتها التي فاقت بعددها مايمكن ان تغطي مساحة اليمن بكل مناطقه ومحافظاته .. وفي نفس الحين ظهرت صراعات أخرى ..تحمل هوية الماضي السياسي في اليمن ..تحاول بكل ما اوتيت من فرص تنتهزها او تغتنمها لتظهر سيادتها للموقف وحضورها السياسي او النضالي او ما يمكن ان يقال عنه [ المتحكم في الساحة اليمنية ]،  ولو أعلاميا في معظم الأحيان ..لتظهر على المشهد الاعلامي اليمني أحزاب وشخصيات ووجاهات ورجالات هربت من هول صوت القذائف والمدافع والطائرات والصواريخ ..لتختفي خلف أصوات المواقع الاليكترونية والقنوات الفضائية من الخارج او خلف المنشورات الفيسبوكية والواتسآبيه ومنصات شبكات التواصل الاجتماعي محاولة فرض صراع جديد ..ربما ليس هو صراع هوية وطن ..بقدر ما هو صراع البقاء في الصورة ..ولو الى حين ... ولكن الى إين ؟؟؟